============================================================
القالسون الحق خلق من خلق الله يظهره الله حيث شاء، و"الحكمة ضالة المؤمن"، وحق العالم أن لا يعتقد أن الأمر مقصور عليه، ولا أنه في فنية عن الزيادة، وكفاية عن الفائدة هيهات، يل حقه آن يجلس على نيهآ آن يفيد ويستفيد.
(العلم عند الشيخ أبي فارس عبد العزيز ثلاث درجات) وكان شيخنا أبو الفارس عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه كثيرا ما يقول: "العلم ثلاث درجات، من ترقى الأولى ظن أنه أنه، ومن ترقى الثانية علم أنه أنه، وأما الثالثة فلا سبيل إليها، وان كان عنده باطلا فلا ينبفي أن يرده عليه بصورة التعنيف والتزييف والتجهيل، وان كان متعلما لا متعنثا، لأن ذلك يخمد قرائح المتعاطين ويكسبهم خورا أبعد عن التلجلج1 في المدارك، وهي طريق الجمود والحرمان، بل بلطافة فيقول: مثلا كلامك حسن لو سلم من كذا، وهكذا يفعل مع المتعاطين، فيجرئهم على الفهم والبحث، ويرخي لهم العنان، ويصرف أعنتهم بلطف عن الخطا والخطل، ثم إن سنح له بحث في الكلام، أو 13 أورد عليه بحث ( فليشتغل به، ان كان عقول الحاضرين تبلغه، وإلا أعرض عنه حتى يكون مع أهله، ويكون كل ذلك بعبارة توافق عقول أهل المجلس، لأن حقهم أوجب.
وحدثونا عن الأستاذ أبي علي الشلوبين2، أنه دخسل حضرة مراكش حرسها الله، فوجد الشيخ الجزولي النحوي رحم الله الجميع، يدرس في مسجده علم العربية، فلما قعد إليه3، إذا بين يديه حلقة من البتدثآين وهو يقرر لهم على قدر افهامهم، فالقى عليه سؤالا فأجابه بجواب متوسط على قدرهم، ثم ارتنعوا فجاءت حلقة أخرى للنجباء الشادين، فكان يلقي الأسئلة فيجيبه حينئد بغاية التحقيق والتدقيق 1- ورد في ج: التلجج 3- هو الشلوبين الصغير محمد بن علي الأنصارى المالقي (ت: حوالي سنة 670 ه).
3 ورد في ح: بين يديه.
Page 336