461

Le Canon de l'Interprétation

قانون التأويل

Enquêteur

محمد السليماني

Maison d'édition

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

Édition

الأولى

Année de publication

1406 AH

Lieu d'édition

جدة وبيروت

فإن الشعاع المنبثّ من النور لم يصل إليه، فلم ير ما في الزنا من الفحشاء، وكذلك جميع المحرمات. وقال:
"لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتى أكُونَ أحَب إِلَيْهِ مِنْ أهْلِهِ وَمَالِهِ وَالناسِ أجْمَعِينَ" (١).
وهذا مطرح للشعاع ضيق، ونقصان مؤثر ذاهب إلى العدم، وتحقيق للظلمة في القلب وقال: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" (٢).
فهذا محل من المعرفة، ومجال للتكليف لم ينته إليه الشعاع، ولا كانت للنور فيه إضاءة، فلما أظلم عليه اقتحم الإِذَايَةَ للجار، وهي حالة نقصان لا تقتضي عدم الإيمان.
وهكذا تركب عليه جميع أنواع التوحيد، من معرفة ذات وصفات وخصائص الرسول وجميع أعمال الطاعات، وتدريج بعضها على بعض في المراتب فيما تقدم، وفيما يتعلق به من كفر وَفِسْقٍ وتبديع، ومقابلة ظاهر بتأويل، ويدخل في مهامه من التفسير لا عمارة لها (٣)، وتركب بحورًا من المعارف لا ساحل لها.

(١) أخرجه البخاري في الإيمان: ١/ ٥٥، ومسلم في الإيمان رقم: ٤٤، والنسائي في الإيمان: ٨/ ١١٤، وابن ماجه في المقدمة رقم: ٥٥ (ط: الأعظمي) مع اختلاف في الألفاظ.
(٢) نحوه في البخاري كتاب الأدب: ٧/ ٨٧، والإمام أحمد في المسند رقم: ٧٨٦٥ (ط: شاكر) والحاكم في المستدرك: ١/ ١٠، وانظر كتاب "حق الجار" للإمام الذهبي (ط: عالم الكتب- الرياض: ١٩٨٥).
(٣) في العبارة اضطراب.

1 / 477