256

Le Canon de l'Interprétation

قانون التأويل

Chercheur

محمد السليماني

Maison d'édition

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1406 AH

Lieu d'édition

جدة وبيروت

هذه الأسماء عليه مستلزمة لثبوت معانيها له، وانتفاء حقائقها عنه مستلزم لنفيها عنه، والثاني باطل قطعًا فتعين الأول (١). الثاني: ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: "اللهُم لَكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْض، وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيَّامُ (٢) السمَوَاتِ والأرْض، ولَكَ الحَمْدُ أنْ رَب السَّمَوَاتِ وَالأرْض ... " الحديث (٣). وهذا الحديث الشريف يقتضي أن كونه نور السموات والأرض مغاير لكونه رب السموات والأرض، ومعلوم أن إصلاحه السموات والأرض بالأنوار وهدايته لمن فيهما هي ربوبيته، فدلّ على أن معنى كونه نور السموات والأرض أمر وراء ربوبيتهما، يوضحه أن الحديث تضمن ثلاثة أمور شاملة عامة للسموات والأرض، وهي ربوبيتهما وقيوميتهما ونورهما، فكونه ﷾ ربًّا لهما وقيُّومًا لهما ونورًا لهما أوصاف له، فآثار ربوبيته وقيوميته ونوره قائمة بهما، وصفة الربوبية ومقتضاها هو المخلوق المنفصل، وهذا كما أن صفة الرحمة والقدرة والِإرادة والرضى والغضب قائمة به سبحانه، والرحمة الموجودة في العالم والإِحسان والخير والنعمة والعقوبة آثار تلك الصفات، وهي منفصلة عنه، وهكذا علمه القائم به هو صفته، وأما علوم عباده فمن آثار علمه، وقدرتهم من آثار قدرته وهكذا (٤). الثالث: إن المعتزلة ومن ارتضى مذهبهم قد وقعوا في المحظور أولًا ثم حاولوا التخلص فما قدروا، فإنهم فهموا أن حقيقة النور ومدلوله هو هذا النور

(١) ابن قيم الجوزية: مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ١٨٩. (٢) وفي رواية "قَيِّم" والقَيومُ هو القَائمُ الدائمُ بلا زوال، ووزْنُهُ فَيْعول، من القِيَام وهو نَعْت المُبَالَغَة في القيام على الشَّيْء ويقال: هو القَيم على كلَ شَيْءٍ بالرعَايَةِ لَهُ، انظرَ الخطابي: شأن الدعاء: ٨١. (٣) مسلم في صلاة المسافرين وقصرها رقم: ٧٦٩. (٤) ابن قيم الجوزية: مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ١٩١.

1 / 269