../kraken_local/image-092.txt
تجل كل خطبة، والبليغ إذا افتتح رسالة، فمن سبيله أن يكون ابابداء كلامه دالا على انتهائه، وأوله ملخصا بآخره، وينبغي له أن لا ايتدي المدح بشيء من التشبيب يتطير منه، ويستجفى من كلامه ووينبو عنه السمع، وينبذه الطبع، ويجتنب مثل قول ذي الرمة اما بال عينك منها الماء ينسكب (1) فقد بلغني أن بعض خلفاء بني أمية(2) استنشده شيئا من شعره فأنشده هذه القصبدة، فرد في فيه وأمه.
وخل الأخطل على معاوية(3). فقال: إني مدحتك فاسمع، لفقال: إن أنت شبهتني بالحية والصقر، فلا حاجة لي فيه، وإن كنت قلت كما قالت الخنساء في أخيها: ولا بلغث كف امرىء متناولا امن المجد، إلا والذي نلت أطول وما بلغ المهذون للناس مدحة وان أطنبوا إلا الذي فيك أفضل(4) فهات، فأنشد الاخطل:
Page inconnue