Dictionnaire des coutumes, des traditions et des expressions égyptiennes
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
Genres
وكان أهل المدينة يطلقون على الحرة (وهي المكان الذي علا سطحه حجارة سوداء كأنها شيطت بالنار) وعلى الليل الأسودين، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: «لقد رأيتنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ما لنا طعام إلا الأسودان» وقد فسره بعضهم بالتمر والماء، ولكن التفسير الصحيح أنهما الحرة والليل؛ لأنها أرادت أن تبالغ في شدة الحال وأن ليس معها إلا الحرة والليل.
والعرب أيضا تسمي شخص كل شيء سوادا، فسواد الإنسان متاعه، والسواد الأعظم العدد الكثير من الناس، وقال بعضهم: «إنما السؤود في السواد»؛ أي إن السيادة الحقة أن يكون الشخص سيدا عند عامة الناس لا عند خاصتهم؛ لأن الخاصة عدد قليل والسيادة فيهم محدودة المدى بخلاف السيادة على العامة.
والمصريون يكنون عن الإنسان أحيانا بأسود الشعر، ومن الأمثال في ذلك «أسود الرأس ما تأمن له»؛ أي لا تأمن شر الإنسان، وفي أمثالهم أيضا وهو يوضح المثال السابق «ربي أسود الرأس يقلعك» و«ربي أزون المال ينفعك»، والمراد بأزون المال أقل حيوان كالكلب والقط؛ أي إن إسداء الخير للإنسان يعود بالوبال على من أحسن إليه، وخير من ذلك الإحسان إلى أحقر الحيوان.
ولون الخضرة محبوب عند المصريين يتفاءلون به؛ لأن أكثر لون المزروعات الخضرة، والزرع عماد حياتهم، ولذلك قد يسمون اللون الأزرق أحيانا أخضر، ويطلقون الأخضر على كل شيء رطب ندي، فيسمون الثوب المبلول الذي لم يجف أخضر، والأرض إذا كانت مرشوشة خضراء، ويظهر لي أن هذا الاستعمال الأخير تحريف عن الأخضل باللام لا بالراء، فالعرب تقول خضل الشيء؛ أي ندي، والشيء أخضل؛ أي ندي مبتل، ومنه قولهم: «عيش خضل»؛ أي طيب ناعم، وشباب خضل؛ أي ناعم مترف، ومنه قول الطويراني في لاميته:
نعم الألى علمونا من مكارمهم
غر الخصال وصانونا عن الخطل
سرنا على إثرهم في كل ناحية
سير النسيم على ذي نضر خضل
Page inconnue