فقال الرئيس: «إن هذا يزيل البرقع عن وجهي لا عن وجهك، ولكني أجيبك بمثل مثله لي أحد الفهماء، وهو أن فلاحا أصابه قيظ فطلب من الله أن يمطر أرضه، ولج في الطلب كثيرا، وتضجر من عدم إجابة طلبه، فأراد الله معاقبته على ضجره فأرسل عليه سيلا جارفا غرقه مع أرضه.»
فقال المركيز: «أصبت، وليت البحر غرق تسعة أعشار هذه الجيوش، فكان العشر الباقي يكفي لغرضنا. بل لو تركنا ملوك أوروبا وشأننا لاصطلحنا مع صلاح الدين وعشنا معه بالراحة والأمن، أما الآن وقد اشتدت وطأتنا على بلاده فلا يمكنه أن يسمح لنا بالإقامة فيها.»
فقال الرئيس: «ولكن قد ينجح هؤلاء الملوك ويستردون البلاد.»
فقال المركيز: «وإن فعلوا فما الفائدة لي ولك؟»
فقال الرئيس: «ما المانع من صيرورتك ملكا على أورشليم؟»
فأجاب المركيز: «تحدثني النفس بذلك ولكن دونه خرط القتاد، ولا أخفي عليك أيها الرئيس الأعظم أنني أفضل إمارتي الصغيرة وأنا مستقل فيها كملوك المشرق على مملكة كبيرة لي فيها شركاء من الأمراء والفرسان، ثم إذا قام ريكارد من هذا المرض فلا بد من أن يسعى في تنصيب غاي لوزنيان على مملكة القدس.»
فقال الرئيس: «قد فهمت مرادك وعلمت أنك مخلص فيما قلت، فإنك تفضل أن تكون أميرا مستقلا في عمل من البلاد على أن تكون ملكا عليها كلها ويشاركك في ملكك كثيرون.»
قال: «نعم، ولكن أبق هذا الأمر سرا، فإني لم أبح به إلى غيرك.»
فقال الرئيس: «لا تخف، فإني أقسم لك بالهيكل الذي عاهدنا أنفسنا على حمايته أني أكتم سرك ولا أبوح به.»
قال: «أبهيكل أورشليم أم بالهيكل الرمزي الذي تشيرون إليه في اجتماعاتكم السرية؟»
Page inconnue