292

Le Caire : la texture des gens dans l'espace et le temps et leurs problèmes au présent et à l'avenir

القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل

Genres

مجموع العاملين

42066 عاملا

سكان قسم الجمالية نحو 59 ألفا، وقوة العمل «الفئة 15-60 سنة» تبلغ 44 ألفا، وحيث إنه ليس مفترضا أن تعمل كل إناث هذه الفئة، فالواقع إذن أن النشاطات الاقتصادية المختلفة في الجمالية تعتمد على نحو ثلث من العمالة القادمة من أحياء أخرى كالدرب الأحمر والظاهر والخليفة وغيرها.

الجمالية هي أحد المكونات الأساسية للقاهرة الفاطمية، وسبق أن ذكرنا في الفصل الثالث أهميتها الإنتاجية والتجارية منذ نحو ألف عام، ولأن الكثير من المباني التي تعود إلى ثلاثة قرون أو نحوها مشيدة بالحجر النحيت؛ مما يجعلها متينة مقاومة للبلى بالتقادم، فإن الكثير منها تشغله الآن ورش ومشاعل الذهب والفضة، وتركيب أحجار المجوهرات، وصناعة الملابس وتجهيز الأقمشة المميزة للأنوال اليدوية، وورش طرق النحاس والمعادن وتشغيلها، وورش الصناعات الجلدية والخشبية من طرز خاصة، واتخاذ بعضها مخازن للبضائع والأقمشة، وورش صناعة الموازين والدقاقة للعطارة وغير ذلك كثير.

وعلى هذا فإن الجمالية منطقة مهمة في تجارة الجملة وصناعة المجوهرات وصناعة السياحة ، ولهذا تكثر الفنادق التي يعتاد ارتيادها تجار الجملة من خارج القاهرة وبخاصة من الصعيد، وتكثر المطاعم المتخصصة في أنواع اللحوم والحلوى استمرارا لنشاط زمن قديم، وتكثر المقاهي الشرقية لخدمة العاملين والسياح، وتكثر محلات تجارة التجزئة بأحجامها المتناهية الصغر بالقياس إلى معروضاتها ذات القيمة العالية من الصياغة والملابس التقليدية والسبح والعصي والأقمشة ذات الطابع التقليدي، ومكتبات كتب التراث؛ لإشباع احتياج الحركة التجارية المحلية والأجنبية، واحتياجات طلبة الأزهر الشريف.

ولهذا فإن القيمة الإيجارية شديدة الارتفاع بالنسبة للواجهات الصغيرة في دروب وسكك الجمالية؛ مما يجعلها من أغلى مناطق القاهرة عقاريا وإيجاريا، ويشابهها في ذلك الموسكي الذي قد يتفوق على الجمالية في هذا الشأن.

وبذلك فإن الجمالية تمثل تكاملا قل أن يوجد في القاهرة بين الإنتاج والتجارة والاستهلاك، يدلل على ذلك تشابه نسب الإنتاج (45٪) والتجارة (49٪) وترتفع فيه خدمات كثيرة مرتبطة بالتجارة والسياحة معا.

ومن ثم فإن مشكلة المرور والحركة شديدة الكثافة في شارع الأزهر والسكة الجديدة والشوارع الأساسية المتعامدة عليهما، وبخاصة شارع المعز الذي يكون عصب الحركة في كل الجمالية والدرب الأحمر، واستحق في الماضي اسم الشارع الأعظم، ولهذا كان اهتمام محافظة القاهرة كبير بتسيير وسيولة الحركة في شارع الأزهر؛ أولا بإنشاء كوبري علوي، ثم التغاضي عنه بإنشاء نفقي الأزهر-الأوبرا. لكن هذا، برغم أنه جهد مشكور، إلا انه يعالج جزءا من كل، فلابد من أخذ كل الحركة في الجمالية والدرب الأحمر، وإيجاد طرق بديلة في صورة شبكة متكاملة، وليس مجرد تحسين محور واحد، وسوف نعالج هذا الموضوع في فصل قادم. (5-3) نماذج سيادة الخدمات

قصر النيل

نوع النشاط

Page inconnue