Le Caire : la texture des gens dans l'espace et le temps et leurs problèmes au présent et à l'avenir
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Genres
وكان أكبر تناقص هو في بولاق؛ حيث هبط سكان 96 إلى نحو 32٪ من عدد سكانه عام 1947، ولا شك في أن هبوط سكان بولاق راجع إلى أنه يحتل واجهة طويلة على ضفة النيل؛ مما جعلها مطمحا لإقامة الأبنية الإدارية والحكومية والفندقية والأسواق الكبرى.
ولكن ذلك لم يكن كل مسببات تناقص سكان بولاق. فقد بدأ تفكك الجانب الشرقي من بولاق على طول واجهة شارع الجلاء من ميدان عبد المنعم رياض إلى ميدان رمسيس بكل الأبنية الحديثة، وبخاصة مباني جريدتي الأهرام والأخبار، فضلا عن الأبنية النقابية والمستشفيات الكبيرة والفنادق؛ وترتب على ذلك غزو بولاق من الشرق والغرب والجنوب، وبدأت عشش الشيخ علي والترجمان وأسواق القاهرة التقليدية خلف واجهة النيل تتهاوى أمام الزحف الجديد، وبخاصة وكالة البلح التي أخذت في التراجع النسبي، وكان لنقل سوق الجملة في روض الفرج إلى العبور وغيره من الأسواق والأماكن التقليدية صدى كبير في بولاق. إنه قد آن الأوان لتخلي بولاق نشاطها التجاري التقليدي أمام أنشطة أخرى حديثة، وآخر هذا الغزو مشروع تحويل الترجمان إلى محطة مركزية للنقل البري، ولنا على ذلك اعتراضات سوف نوردها في فصل قادم.
نمو سكان أقسام القاهرة الخارجية في تعدادي 1986 و1996
شكل 4-8
وعلى هذا النحو يمكن تفسير تراجع أعداد السكان في أقسام القاهرة المركزية كهبوط سكان السيدة زينب إلى 80٪؛ نتيجة لعوامل كثيرة نفرد منها: تهالك وقدم الأبنية وهجرة بعض الوزارات من لاظ أوغلي والدواوين إلى العباسية ومدينة نصر وإمبابة، وكذلك هبوط سكان باب الشعرية والجمالية راجع - من بين أسباب أخرى - إلى تحول أبنية سكنية إلى مشاغل ومعامل حرفية.
أما الأقسام التي زاد عدد سكانها في الشكل
4-7
فترجع في الأساس إلى أنها كانت تشغل مساحات كبيرة في الواجهات التي تنمو فيها القاهرة؛ مما دعا إلى تقسيمها إلى أقسام عديدة، فمثلا كانت مصر الجديدة عام 47 تضم كل المساحة التي تشغلها الآن أقسام مصر الجديدة والنزهة والزيتون والمطرية وعين شمس. والوايلي 47 انقسمت إلى الوايلي وحدائق القبة. وشبرا إلى شبرا والشرابية والزاوية الحمراء وجزء من الساحل الذي كان ضمن قسم روض الفرج. ومصر القديمة انقسمت إلى البساتين-دار السلام والمعادي وطرة. وحتى عابدين ذي المساحة الصغيرة وسط البلد انقسم إلى عابدين وقصر النيل والزمالك (راجع خريطة
4-6 ).
ولهذا فإن أعداد السكان في هذه الأقسام قد زادت على نحو ما يعبر عنه المنحنى اللوغرتمي في الشكل إذا ضمنا كل الأقسام التي تفرعت عن القسم الأم. أما القسم الأم في هذه المجموعة فقد هبط عدد سكانه كما يتضح من منحنى سكان 1996؛ نتيجة تفرق السكان والهجرة الداخلية من وسط القاهرة، والهجرة من خارج القاهرة التي تجد في أقسام الأطراف متسعا لإقامة مساكن رخيصة للسكن الفقير والطفيلي معا، وتزداد هذه الحقائق تأكيدا بتأمل شكلي
Page inconnue