Le Caire : la texture des gens dans l'espace et le temps et leurs problèmes au présent et à l'avenir
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Genres
وفي أول القرن 20 جاءت التجربة الثانية في الارتفاع إلى مناسيب أعلى في صورة بناء مدينة مصر الجديدة على مناسب تتراوح بين نحو 40-45 مترا عند منطقة روكسي إلى 53 مترا في منطقة ميدان الإسماعيلية، وإلى 78 مترا في ألماظة. وبعد نحو ستة عقود جاءت التجربة الثالثة ببناء مدينة نصر التي تبدأ في الشمال من نحو 70 مترا عند التقائها بمصر الجديدة إلى نحو +150 مترا في الجنوب عند نهاية المنطقة الثامنة من المدينة، وهناك مخطط «القاهرة الجديدة» الذي يقع تحت الإنشاء الآن، والذي يمتد شرق مدينة نصر على مناسيب أعلى من 150 مترا، وتمثل مدينة المقطم أعلا منسوب في القاهرة حيث تصل الكتلة السكنية في المخطط الأول للمدينة في الهضبة العليا إلى 150-180 مترا، وسرعان ما بدأ تخطيط الهضبة الوسطى على مناسيب نحو مائة متر، وإسكان الزلزال شرق الهضبة العليا إلى منسوب 120-140 مترا، والأغلب أن إسكان الزلزال في المقطم سوف يلتحم مستقبلا مع عمران التجمعات السكنية للقاهرة الجديدة.
ومقابل هذه التجارب الناجحة بدرجات مختلفة، نجد تجربتين نتائجهما محبطة في نمو المدينة الكبرى؛ أولاهما: النمو الطفيلي العشوائي لمنشأة ناصر ووادي الدويقة على مناسيب 60 إلى 80 مترا على حافة شديدة الانحدار أمام جبانة برقوق/قايتباي (خريطة
2-7 )، والثانية: هي النمو العشوائي للبساتين ودار السلام بين شمال المعادي ومصر القديمة والفسطاط الجديدة وعين الصيرة.
وهكذا اعتلت القاهرة المناسيب العليا التي ظلت تمنع وتحجم النمو في اتجاه الشرق عشرات القرون، ويرجع ذلك إلى:
تضاعف سكان القاهرة، وبخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين.
إمكان التغلب على الانحدارات العالية بواسطة تقنية بناء الطرق الحديثة، وشيوع نمط السيارة بأشكالها المختلفة.
القوى المركزية المتزايدة التي تجمعها القاهرة كقطب ذي مغناطيسية كبيرة في جذب وتركيز إمكانات الحياة العليا، وأوجه النشاط الاقتصادي والخدمي.
وبرغم التقدم في تقنية وسائل النقل والطرق إلا أن التضاريس الوعرة ما زالت تشكل عنصرا من عناصر الطبيعة ليس سهلا التغلب عليه، وربما كانت خريطة
1-3 (الجبل الأحمر وغرب مدينة نصر) تمثل بصدق أحد أشكال فعالية الوعورة الأرضية في توجيه مخططات العمران بعيدا عنها. (3) كيف نمت القاهرة؟
من المعروف أن هناك عدة أشكال في جغرافية المدن لتفسير تاريخ نمو المدينة. لكن ليست كل هذه الأشكال منفصلة عن بعضها تمام الانفصال، بل الذي يحدث أن يتم نمو مدينة على شكلين أو أكثر، وإن كان هناك شكل أكثر وضوحا يتم على أساسه النمو الأكبر للمدينة المعينة، خاصة إذا كانت المدينة ذات تاريخ طويل - كما هو الحال في معظم المدن الكبرى في الشرق الأوسط، وحوض البحر المتوسط، والصين والهند، وبدرجة أقل في أوروبا الغربية والوسطى - فالغالب في هذه الحالات أن يحدث النمو المديني بشكل معين في فترة زمنية وبأشكال أخرى في فترات لاحقة.
Page inconnue