قالت ماريون، لكنها بدت حزينة: «بكل تأكيد.»
عند العتبة في الأسفل فتحت باب الخزانة وتراجعت إلى الخلف حتى تسمح للمحقق بالنظر فيها. بينما أفسح روبرت لهما الطريق لمح نظرة انتصار عفوية على وجه الفتاة. فتبدل كثيرا وجهها الهادئ، الطفولي نوعا ما لدرجة صدمته. كان شعورا وحشيا، همجيا، قاسيا. وغير مناسب على وجه فتاة المدرسة الخجول التي كانت فخرا لوصييها ومعلميها.
داخل الخزانة أرفف عليها ملاءات المنزل، وفي الأسفل أربع حقائب. حقيبتان متسعتان، إحداهما من ألياف مضغوطة والأخرى من جلد غير مدبوغ؛ أما الحقيبتان الأخريان: فإحداهما من جلد بقر بني وبها زوايا محمية، والأخرى حقيبة قبعات مربعة يغطيها قماش ويزينها مجموعة كبيرة من شرائط بألوان متعددة في المنتصف.
سأل جرانت: «أهاتان هما الحقيبتان؟»
أجابت الفتاة: «أجل، هاتان هما الحقيبتان.»
قالت ماريون، بغضب مفاجئ: «لن أزعج أمي مرة أخرى في وقت ما بعد الظهر هذا.» ثم تابعت قائلة: «أقر أن صندوق الأمتعة في غرفتها كبير وله سطح مستو. ظل هناك مدة ثلاث سنوات متواصلة.» «عظيم يا آنسة شارب. حان دور المرأب الآن، من فضلك.»
أسفل المنزل في الجهة الخلفية، حيث كان الإسطبل قد تحول إلى مرأب للسيارات منذ مدة طويلة، وقفت المجموعة الصغيرة وتفحصت السيارة الرمادية القديمة المتهالكة. قرأ جرانت بصوت عال الوصف غير المتخصص الذي أدلت به الفتاة عن السيارة ، كما هو مقيد في إفادتها. انطبق الوصف، لكن بلير ظن أن هذا الوصف قد ينطبق على نحو مماثل على آلاف السيارات في طرق بريطانيا حاليا. كان دليلا لا يعتد به على الإطلاق. قرأ جرانت الوصف: «إحدى العجلات كانت مطلية بدرجة لون مختلفة عن بقية العجلات الأخرى وتبدو كأنها ليست منها. والعجلة المتباينة كانت الأمامية في الجهة المواجهة لي أثناء وقوفها عند الرصيف.»
في صمت، نظر الأربعة إلى الدرجة الرمادية الأكثر قتامة في العجلة الأمامية القريبة. فاتضح أنه ليس هناك ما يقال.
قال جرانت بعد مدة، وهو يغلق مفكرته ويضعها في مكانها: «شكرا جزيلا لك يا آنسة شارب، أبديت احتراما جما وتعاونا؛ ولهذا فأنا ممتن لك. هل بإمكاني أن أتواصل معك عبر الهاتف في أي وقت خلال الأيام القليلة القادمة، حسب ظني، إذا أردت التحدث إليك باستفاضة؟» «أوه، بكل تأكيد أيها المحقق. لا نية لدينا للذهاب إلى أي مكان.»
إذا كان جرانت لمس منها فهمها النبيه، فهو لم يظهر ذلك.
Page inconnue