ألقى إليك من أمرك، أو يخلط عليك ما رأيت من الرؤيا بغيرها من الأضغاث فيعيها عليك، ونبهك عن منامك ليقطعها عليك عند رؤيتك ذلك، أو يدخل عليك من سواها ما ينسيكها فلا تنتفع بها ولا تخلص إلى علمها فتنة وغرورا لك.
والصنف الرابع : المرموزة، وهي من الأرواح . مثال ذلك ما حكاه أرطاميدورس أن إنسانا [رأى] كأن ملكا من الملائكة قال له فى المنام: إن امرأتك تريد أن تسقيك السم على يد صديقك فلان، فعرض له في ذلك أن صديقه هذا زنى بامرأته. وإنما دلت رؤياه على أن الزنا مستور كما أن السم مستور، وقد تفعل الملائكة مثل هذا في الرموز، لأنهم يحبون أن نكون نحن أصحاب بحث وفحص عن الأشياء.
والصنف الخامس : رؤيا تصح بالشاهد ويقلب الشاهد الرؤيا فيجعل الخير شرا والشر خيرا. مثال ذلك أن يرى الإنسان في منامه أنه يضرب بالطنبور في المسجد، فيتوب إلى الله تعالى من الفحشاء والمنكر، ويفشو ذكره، ولا يجد عونا في ذلك الموضع عليه. والمسجد موضع الملائكة وموضع البر والنسك، فإذا لعب ساعة يبرد عليه ذلك، والغلبة5 أقوى، وكذلك لو رأى أنه يقرأ القرآن في الحمام أو يقص، فإنه يشتهر في أمر فاحش [أو] يقود، لأن الحمام موضع كشف العورات، ولا يتهيأ للملائكة أن تدخله، فلذلك لا يتهيأ للشياطين أن تدخل المسجد، فإذا لم يجد في عمله معينا، لم يجد بدا من تركه.
ورؤيا الجنب والحائض تصح، لأن الكفار والمجوس لا يرون الغسل، وعبر
Page 96