468

الصفارات، رجال أغنياء أصحاب صلف وبطر وأباطيل، لما عليها من التصاوير، ينظر الناس إليهم ويهتدون بهم في أحد الوجهين، لأن كل واحد فيها ذو وجهين، له ظاهر وباطن، فظاهره جهاد فيه نظر وفجور، وباطنه فرح وسرور ولعب وطرب وعبث.

وأما الدبدبة التي تضربها الزنوج والحبش، فهم رجال تجار أغنياء ينظر الناس إليهم لإمساكهم الدنانير وشحهم عليها.

وأما الصنوج، فهم رجال أصحاب دنيا وبذخ وصلف. فمن رأى أنه يضرب على بابه بالصنج والدبادب، يقلد ولاية في العجم.

وأما البوق، فمن سمع في الرؤيا صوت البوق، فإنه يدعى إلى وقعة، فإذا رأى أنه نفخ فيه، فإنه يقع له وقعة.

والبوق خادم مع رياسة إن كان من القرن.

وقالوا: صوت الطبل خبر مكروه، وكل صوت قبيح لا خير فيه.

الباب الثامن

في رؤية المنجنيق

قال المسلمون: إن المنجنيق والقذافة لا خير فيهما لأنهما قذف وبهتان؛ فإن رأى أنه يرمي بهما حصنا من حصون أعداء الله تعالى ليفتحه، [فإنه يدعو قوما إلى خير]، وإن كان [من] رعيته فهو كلام بر، ودعاء عليهم وما أشبه ذلك. وإن كان سلطانا، فإنه يكتب إليهم.

وقال أرطاميدورس : السلاح الذي يقابل به من بعد مرارا كثيرة على خطأ

Page 472