كان خائفا أمن في الدنيا والآخرة، وإن كان مديونا، قضى الله عز وجل دينه.
وإن كان في قحط، رزق وأخصب، وإن كان [في] صرورة حج، حسن حال الإسلام بالعزة والقوة والجماعة في ذلك الموضع، وأمن أهل البوائق، لقوله سبحانه: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وذلك لبركته عليه السلام؛ إلا أن صاحب الرؤيا يكون مقلا في دنياه.
فإن رأى بخلاف ذلك في بدنه وهزاله ووجهه وشحوب لونه ونقصان جارحة من جوارحه وسن من أسنانه؛ فتأويل ذلك ضعف الإسلام فى ذلك الموضع، ونقصان شريعة من شرائعه بالبدعة، واستهتار أهله بالدين.
وإن رؤيت عليه بزة رثة، فإنه يدل على نقصان الدين وانحلال أهل ذلك الموضع بأحكام الله تعالى والعمل بها.
وإن كان هذا الرجل غير صالح، فليحذر، لقوله تعالى : (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)(3).
فإن رؤي عليه السلام ناقها من مرض مقبلا إلى الصحة، فإن أهل ذلك الموضع مقبلون إلى الصلاح بعد فساد ، فإن رؤية جسده تاما صلاح جماعة الإسلام، وحسن خضال صلى الله عليه وسلم يتر الله تعالى على المسلمين.
فإن رآه عليه السلام راكبا، فإن صاحب الرؤيا يخرج إلى زيارة قبره عليه السلام بالمدينة براحلة .
فإن رآه عليه السلام راجلا ، فإنه يزور قبره عليه السلام راجلا.
وإن رآه عليه السلام يؤذن في موضع قد. خرب، فإنه يعمر لقوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج). فكانت مكة خرابا، فاجتمع الناس إليها وعمروها.
Page 141