الْخَطَّابِ ﵁ بِالْجَابِيَةِ١، وَالْجَاثَلِيقُ٢ مَاثِلٌ٣ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يهدِ اللَّهُ فَلَا مضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ اللَّهَ تعالى لا يضل أحدًا، ومن يضلل فلا هادي له، فَقَالَ عُمَرُ: مَا تَقُولُ؟، فَقَالَ التُّرْجُمَانُ: لَا شَيْءَ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، قَالَ الْجَاثَلِيقُ: إِنَّ الله تعالى لا يضل أحدا، فقال عمر: مَا تَقُولُ؟، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَوْلَا وَلْتُ٤ عَهْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ، وَاللَّهُ أَضَلَّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثم يدخلك النار إن شاء الله، ثم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ ﷿ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ ﵊، نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ، فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ، وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَأَهْلَ النَّارِ، وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ.
وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ، وَمَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ.
٥٥ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الله، عن
_________
١ قرية من أعمال دمشق، انظر معجم البلدان: جـ ٩١/٢.
٢ لقب عظيم عظماء النصارى، كما عند ابن وهب في كتاب: القدر: ٢٣.
٣ في النسخة الثانية "ينظر مقابل بين يديه" فأثبت ما ترى من الأصل،والشريعة: لأخراجه القصة من طريق المصنف.
٤ ولت معناها النقصان، فالمعنى لولا نقصان عهد لك، انظر: النهاية لابن الأثير: جـ ٢٢٣/٥، وفيه أيضًا "ولث": العهد غير المحكم، وانظر: معجم مقاييس اللغة: جـ ١٤٢/٦.
٥٥- راجع تخريجه في النص السابق.
1 / 65