Qacida Cazima Fi Farq

Ibn Taymiyya d. 728 AH
60

Qacida Cazima Fi Farq

قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق

Chercheur

سليمان بن صالح الغصن

Maison d'édition

دار العاصمة

Numéro d'édition

الثانية ١٤١٨هـ / ١٩٩٧م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

بدعاء العبّاس، واستسقوا به؛ لكونه عمّه. وكذلك الحديث الذي رواه الترمذي، والنّسائي، وابن ماجه، وغيرهم، عن عثمان بن حنيف: أَنَّ رَجُلًا أَعْمَى أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ (١) أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: فَادْعُهُ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَحْمَةِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ» قال الترمذي: حديث حسن صحيح. فهذا طلب من النبيّ ﷺ أن يدعو له، ليرد الله عليه بصره، فأمره النبي ﷺ أن يدعو هو أيضًا ويسأل أن يقبل الله شفاعة نبيه فيه، وقوله: «أتوجه إليك بنبيك» أي: شفاعة نبيك بدعائه، فكان الرسول ﷺ شافعًا له، وهو سائل قبول شفاعة الرسول، فهذا كان توسل الصحابة به في حياته، فلما مات توسلوا بدعاء غيره، كدعاء العبّاس، وكما استسقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي. /٢٧أ/ ولم يكونوا في الاستسقاء وغيره بعد موته يقولون: اللهم إنا

(١) أضاف المحقق هنا كلمة: (لي)، وليست في الأصل.

1 / 73