La Lumière sur le Muwatta de Malik ibn Anas
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس
Enquêteur
الدكتور محمد عبد الله ولد كريم
Maison d'édition
دار الغرب الإسلامي
Édition
الأولى
Année de publication
١٩٩٢ م
Genres
أن النبي ﷺ، قال لأهل بيت أخّروا دفن ميتهم "عَجِّلُوا بِدَفْنِ جِيفَتِكُمْ وَلَا تُؤَخِّرُوهَا" (١). فإن قيل فلم أُخِّر دفنُ النبي ﷺ، قلنا: لثلاثة أوجه:
أحدها: أن الناس لم يتفقوا على موته فكيف يُدفن رجلٌ قال واحد مات، وقال آخر لم يمت (٢).
الثاني: إنه إنما أُخِّر دفنه لأنه لم يعلم أين يدفن فقال قوم: يدفن في البقيع، وقال قوم: في المسجد، وقال قوم: يحبس حتى يحمل إلى أبيه إِبراهيم إذا فتحت (٣) حتى قال العالم الأكبر (٤)، سمعته يقول: ما دُفن قط نبي إلا حيث يموت (٥).
الثالث: أنهم اشتغلوا في الخلاف الذي وقع بين المهاجرين والأنصار في البيعة فنظروا فيها حتى استتب الأمر وانتظم الشمل واستوثقت الحال، واستقرت الإمامة في نصابها فرجعوا بعد ذلك إلى النبي ﷺ، فنظروا في دفنه فغسَّلوه وكفَّنوه ودفنوه، واختُلف هل صُلَّي عليه أم لا؟ فمنهم من قال: لم يصلِّ عليه أحدٌ، وإنما وقف كل أحد يدعو لأنه
(١) رواه أبو داود في سننه من طريق الحصين بن وحوح أنَّ طَلْحَةَ بْنِ الْبُرَّاءِ مَرضَ فَأتَاة النبيُّ ﷺ، يَعُودُهُ فَقَالَ (إنِّي لاَ أرَى طَلْحَةَ إلَّا قَدَ حَدَثَ فِيهِ الْمَوْتُ فَآذنُوني بِهِ وَعَجِّلوا فَإنَّة لاَ يَنْبَغِي لِجِيفَةِ مسلِمٍ أنْ تُحبَسَ بَيْنَ ظَهْرَاني أهْلِهِ)، سنن أبي داود ٣/ ٥١٠ والبيهقي في السنن الكبرى ٣/ ٣٨٦ والحديث فيه سعيد بن عثمان البلوي قال عنه الحافظ مقبول من السادسة ت ١/ ٣٠٢، وقال في ت ت ذكره ابن حبان في الثقات ت ت ٤/ ٦٢. كما أن فيه عروة ويقال عزرة، بزاي وراء مع فتح أوله، ابن سعيد مجهول من السادسة جاء في الإسناد بالشك/ د ت ٢/ ١٩ وانظر ت ت ٧/ ١٨٥، ونقل المنذري عن البغوي قوله، ولا أعلم روى هذا الحديث غير سعيد ابن عثمان البلوي وهو غريب. مختصر سنن أبي داود ٤/ ٣٠٤.
درجة الحديث: ضعيف.
(٢) والقائل لم يمت عمر، ﵁، انظر السيرة لابن كثير ٤/ ٤٧٩ وطبقات ابن سعد ٢/ ٢٦٦.
(٣) كذا في جميع النسخ والعبارة غير واضحة.
(٤) هو أبو بكر الصديق ﵁.
(٥) الموطّأ ١/ ٢٣١ مَالِك أنة بَلَغَهُ أنَّ رَسُولَ الله ﷺ، توُفِّيَ يَوْمَ الْإثْنَيْن وَدُفِنَ يَوْمَ الثلَاثاءِ. قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أعلمه يُروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالك هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلقة، وأحاديث شتى جمعها مالك. تنوير الحوالك ١/ ٢٢٩ ورواه ابن ماجه من طريق ضعيف سيأتي الكلام عليها سنن ابن ماجه ١/ ٥٢١.
وأخرجه ابن سعد من طريق داود ابن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ومن طريق هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة. طبقات ابن سعد ٢/ ٢٩٢.
درجة الحديث: صححه ابن عبد البر كما تقدم.
1 / 448