104

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الموقف العاشر: بنو إسرائيل وعبادة العجل
لما ذهب موسى ﵇ لميقات ربه سبحانه، استغل السامري غيبة موسى ﵇ وجهل بني إسرائيل، وإِلْفَهم الوثنية أيام فرعون، فصنع لهم من حلي القبط الذي استعاره منهم هيكلًا على صورة العجل١، إذا مرت الريح من داخله أحدثت صوتًا يشبه خوار العجل، وقال لهم: إن هذا هو إله موسى نسيه هنا وذهب يبحث عنه في الطور، وبين لهم هارون أن ذلك كذب مفترى من السامري ليضلهم عن طريق التوحيد الذي جاء به موسى ﵇، ولكنهم أصروا على قبول ما جاء به السامري واستمرارهم على ذلك حتى يرجع موسى، وأخبر الله رسوله موسى بما فعل قومه من بعده، فرجع إليهم غاضبًا آسفًا لما وقعوا فيه من الشرك بالله تعالى، الذي كان ينهاهم عنه ويحذرهم منه، وعوقب السامري بأن لا يمسه أحد ولا يمس أحدًا في الدنيا.
قال الله ﷿: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ

١ انظر: فتح القدير للشوكاني ٢/ ٢٤٧.

1 / 118