65

Protection from the Schemes of Devils

التحصين من كيد الشياطين

Genres

السحر حتى يُذهب عقله. قال ابن حجر ﵀: (فوقع الشق الأول - أي: الإخبار - كما في هذا الحديث الصحيح) . ٧- ... أن ذلك التخيل لفعل شيء لم يفعله ﷺ كان من جنس الخاطر، يخطر ولا يثبت، فلو ثبت للزم أن يُخْرم - أي: يُتنقص - من المنزلة، لكن ليس في الخاطر يخطر تنقُّصٌ من قدر امرئٍ مهما علا قدره. ٨- ... أن ما أصابه ﷺ كان من جنس المرض، الذي قد يعتري سائر البشر، فمَرِضَ ﷺ ثم شفاه الله تعالى، ذلك أن أثر السحر كان على هيئة وجعٍ آلمه، ومرضٍ ألمَّ به، ثم شفاه الله تعالى وعافاه، كما يُعلم ذلك من مجموع روايات الحديث. ٩- ... أما الآية الكريمة التي احتجوا بمعارضة الحديث لها، - وهي قوله تعالى: ﴿إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَسْحُورًا﴾ [الإسرَاء: ٤٧]، فقد ذكر الإمام الشنقيطي ﵀ أن لمعنى (مسحورًا) تأويلين عند العلماء؛ الأول: أن السحر قد خبله فاختلط عقله، والتبس عليه أمره، - وهذا منفيٌّ بالضرورة - والثاني: أنه ﷺ من جنس البشر، له سَحْر أي: رئة، فهو لا يستغني عن الطعام والشراب، فهو ليس ملَكًا، يريدون بالأمرين لينفروا الناس عنه. فليس في الآية إذًا - على الوجهين - دليل على منع بعض التأثيرات العَرَضية التي لا تعلق لها بالتبليغ والتشريع، كما ترى، والعلم عند الله تعالى (١) .

(١) انظر: أضواء البيان للشنقيطي (٤/٥١١) .

1 / 67