253

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

Empires
Al Saoud
وعلى النقيض من هؤلاء فقد اختار أهل الضلال تكذيب الرسل، وإيذاءهم بالسب والشتم، والسخرية منهم، والاستهزاء بهم، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ (١).
ووصل الحال ببعض الأقوام المكذبة إلى قتل رسلها ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ
تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٢).
وكان الاستهزاءُ بالرسل ديدنَ أهل التَّكذيب ﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ (٣)، ورميُ المرسلين بالسحر والجنون محلَّ إجماعهم ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ (٤).
وهكذا كان الحال مع خير المرسلين وخاتمهم ﷺ، فقد لقي من المكذبين صنوف الأذى والمكائد، وتواطأ الكفار والمنافقون واليهود في مكة والمدينة على ذلك، وتواصوا به.
ولما كانت رسالته ﷺ عامّةً للثقلين، ناسخةً لما قبلها، واجبةَ الاتباع على كل البشر، فقد انضم إلى صفِّ معاداته أهلُ التكذيب من الأمم الأخرى. وكان منهم النصارى، الذين ناصبوه العداء لما تقدم من الأسباب المذكورة في تمهيد هذا الفصل (٥).
وقد أفرز حقد المكذبين من النصارى صورًا لا تحصر من معاداة النبي ﷺ ومحاربته.

(١) سورة إبراهيم، الآية ٩.
(٢) سورة البقرة، الآية ٩١.
(٣) سورة يس، الآية ٣٠.
(٤) سورة الذاريات، الآية ٥٢.
(٥) راجع المطلب الثالث، صفحة ١٩٩.

1 / 253