161

Principes de l'invitation et ses méthodes 4 - Université de Médine

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

Maison d'édition

جامعة المدينة العالمية

Genres

﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ (النساء: من الآية: ١٣١) وتقوى الله ﷾ هي وصية الله سبحانه للأولين، والآخرين من بني آدم، قال الله جل ذكره: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ وتقوى الله هي السبيل إلى جنة عرضها السماوات، والأرض فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. كذلك أيضًا من الأمور المهمة التي تجب على من يريد الحج، وتجب أيضًا على العبد في كل أمر مما أمر الله به وجوب معرفة مناسك الحج أو العمرة، أو ما فرضه الله ﷾ عليه، وأنا هنا أتحدث عن مناسك الحج، وقلت بأنني ما سأذكره نحتاج إليه في كل العبادات التي نقوم بأدائها لله ﵎ كون العبد يعرف كيف يعبد الله ﵎ أمر مهم للغاية، فيجب على كل مسلم أن يعرف كيف يعبد الله ﵎ وأن يتعلم هدي النبي ﵌ في عبادته؛ لأن الأعمال كلها لا تقبل عند رب العزة والجلال إلا إذا كان العبد فيها موافقًا لهدي رسول الله ﵌ وبهذا أكون قد انتهيت من أركان الإسلام. وقبل أن أنتقل إلى العنصر الثاني في هذا اللقاء أود أن أشير إلى أن للإسلام ركائز أخرى -وإن لم تكن من الأركان- لكنها تعين على وجوده حيَّا مطبقًا في، واقع المسلمين، فيجب أيضًا على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعلم من أمور دينه ما يقوم به لله ﵎ فمن الركائز التي يحتاج إليها المجتمع، وهي ليست من أركان الإسلام الخمس، إلا أنها مهمة وضرورية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد وصف الله ﷾ هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس؛ لأنها تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران: من الآية: ١١٠). قال بعض السلف: من أراد أن يكون من خير هذه الأمة، فليؤد شرطها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليؤدي شرط هذه الخيرية، وهو أن يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، كذلك على العبد المسلم أن يجاهد بلسانه، وبنانه في سبيل الله ﵎ أن يبذل جهده في سبيل إعلاء دين الله ﷿ فيقول قول الحق، ويأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويجاهد في سبيل الله ﷿ لكي يقوم الإسلام، ولئلا يكون لأهل الضلال والباطل صولة على أهل الإيمان،

1 / 172