Principes de l'invitation et ses méthodes 4 - Université de Médine
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
Maison d'édition
جامعة المدينة العالمية
Genres
الرسول ﵌ في الأخبار الماضية والمستقبلة مما كان من أمور الغيب من أوجب الواجبات، واجتناب ما ينهى عنه رسول الله ﵌ أيضًا من أوجب الواجبات، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: من الآية: ٧) وقال ﵌: «ما أمرتكم من أمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه».
ومعنى ألا يعبد الله إلا بما شرع رسول الله ﵌ يعني: ألا يعبد العبد ربه إلا بما جاء على لسان وهدي نبي الله ﵌ ولهذا كان من شرطَي قبول العمل أمران مهمان: الأول: متابعة رسول الله ﵌ وأيضًا: الإخلاص لله ﷿ في العبادة، وفي هذا يقول النبي ﵌: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد».
وهذه الشهادة تقتضي -أيها الأخوة الكرام- أن يعترف العبد بالرسالة والنبوة للنبي ﵌ وأيضًا أن يعتقد عبوديته ﵌ لربه، فهو بشر رسول ﵌ كما قال هو عن نفسه: «إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» فلا يرفع ﵌ فوق منزلته ﵊، فيكون له خصيصة من خصائص الألوهية، فيعتقد العبد مثلًا أنه يعلم الغيب، أو ينفع ويضر، أو أنه يقضي الحاجات، ويفرج الكربات، كل هذا ليس من خصائص نبي الهدى والرحمة ﵌ فهو عبد لله سبحانه، وصفه ربه بالعبودية في أشرف المقامات، في إنزال القرآن الكريم، قال: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: ١) وفي مقام الإسراء قال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ (الإسراء: من الآية: ١) وفي مقام الحفظ وكفاية الله له، قال الله: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ (الزمر: من الآية: ٣٦).
ومع هذا فهو رسول يجب أن يصدق، وأن يطاع، وأن يتبع -صلوات الله وسلامه عليه- وهذا ما أود أن أشير إليه في النقطة، أو الفقرة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان:
1 / 152