Principes de Da'wah et ses méthodes 2 - Université de Médine
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
Maison d'édition
جامعة المدينة العالمية
Genres
لشرفهم عليهم وفضلهم فيهم، فتفرَّقت عن ذلك قريش واجتمعوا للحرب، ثم تصالحوا على أن يقتسموا الميراث الجليل لبني عبد الدار: الحجابة واللِّواء والنَّدوة، ولبني عبد مناف السِّقاية والرِّفادة.
سبب تسمية قبيلة قريش:
لسبب تلك التَّسمية أقوال كثيرة، ومنها:
١ - سُمُّوا قريشًا لتجمعهم إلى الحرم بعد تفرقهم في البلاد، وقد جمَّعهم قصي، فالقرش في اللغة الجمع.
٢ - أو لأنَّهم كانوا أهل تجارة وتكسب وضرب في البلاد، يتقرَّشون البياعات فيشترونها من قولهم: فلان يتقرَّش المال -أي يجمعه-.
٣ - أنَّ لقب قريش أطلق على النَّضر بن كنانة؛ لأنَّه اجتمع في ثوبه يومًا، فقيل له: تقرَّش، فكل من كان من ولده فهو قُريش".
وقد ازدهر مجد قريش، وبلغت المكانة المرموقة بهاشم بن عبد مناف، وكانت له الرِّفادة والسقاية، وكان اسمه عَمرًا فأصابت قريشًا سنوات عجاف؛ فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخُبز له فحمله على الإبل إلى مكة فهشَم ذلك الخبز يعني كسّره وأطعم قومه، فسمي هاشمًا، ومات في غزَّة وهو في رحلةٍ تجارية، وقبل موته وُلد له عبد المطلب، وكان يلقب بشيبة لشيبة في رأسه، وهو جدُّ المصطفى ﷺ وهو الَّذي أعاد حفر زمزم، وفي حياته جرت حادثة الفيل الَّتي جاء ذكرها في القرآن الكريم.
وهكذا تجمعت لقريش كلُّ جوانب المجد، وسادت على القبائل العربيَّة كلها، وقد تحدث القرآن الكريم عن هذه المكانة في أكثر من موضع وقد تهيأت لاستقبال خير مبعوث ﷺ.
ممَّا سبق يتبيَّن لنا في إيجاز أصلُ العرب ونشأتُهم.
1 / 171