بالضَّم لغة١. فكسر حرف المضارعة في القراءة المذكورة على اللغة الفصيحة، وبهذا يتّفق مع داعي الكسر المذكور في كلام أهل اللّغة.
ومثلها قراءةَ ﴿تمِسَّنَا النَّارُ﴾ ٢ بكسر التَّاء٣.
ضَلَّ اللغة الفصيحة في هذا الفعل فَعَل يفعِل وعلى هذا ليس جاريًا على قاعدة كسر حرف المضارعة، وفي قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي ...﴾ ٤ قُرئ: ﴿إضَلُّ﴾ بكسر الهمزة وفتح الضَّاد٥، وهذا على أنَّ الفعل من قولهم: ضَلِلت أَضَلُّ وذلك على لغة أهل الحجاز٦.
ومثل ذلك ما جاء في اللِّسان: " وكان ينشد [أي: ابن دريد] هذا البيت:
كان لنا وهو فُلُوٌّ نِربَبُه
كَسَرَ حرف المضارعة ليعلم أنّ ثاني الفعل الماضي مكسور٧.
وذكر الجندي أنه قرئ ﴿وَنِقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ﴾ . بكسر النون٨ ولم يعزه
١ اللسان (مسس) .
٢ سورة البقرة: ٨٠.
٣ إعراب القراءات الشَّواذ ١ / ١٨١.
٤ سبأ: ٥٠.
٥ نسب ابن خالويه هذه القراءة لعبد الرّحمن المقرئ، وكذا أبوحيَّان في البحر.انظر مختصر ابن خالويه ١٢٣، والبحر المحيط ٧ / ٢٩٢. وذكرها الزّمخشري في الكشَّاف ٣ / ٢٩٥ بدون نسبة.
٦ انظر اللّسان (ضلل) .
٧ اللِّسان: ربب.
٨ اللهجات العربية في التراث: ١/٣٩٣. والآية من سورة الحج (٥) .