201

Histoire de la pensée religieuse préislamique

تاريخ الفكر الديني الجاهلي

Maison d'édition

دار الفكر العربي

Numéro d'édition

الرابعة ١٤١٥هـ

Année de publication

١٩٩٤

Genres

.....................................................................................................

= الحال أن هذه هي الكلمة النهائية، على العكس نحن نتوجه إليكم منذ الآن وفي لحظة نشأة الفكرة آملين أن أن تثروا الموضوع بما تقترحونه وأن تتفضلوا بإضافة ما ترونه مفيدا ونافعا، ولسنا نشك أنكم ستزودوننا بسديد الرأي وصائبه -بإذن الله؛ فأنتم أدرى بهذا الحقل منا، ولكم في هذا الميدان خبرة قد لا تتوفر للكثيرين بحكم احتكاككم بالمجتمعات، وجهودكم في القارات المختلفة، وقد سبق أن شرفتمونا حين تفضلتم بإيفاد وفد مثَّل بلادكم في مؤتمر قرطبة الإسلامي المسيحي الأول الذي عقد في عام ١٩٧٤م.
وما نبغيه في هذه المرحلة -مرحلة الإعداد والدراسة- هو النصيحة وتبادل الرأي، والاستفادة بالمشورة دون إلزام أو التزام بحضور المؤتمر، وسوف نتصل بكم في مرحلة أخرى إن شاء الله من أجل توجيه الدعوة لحضور جلسات الملتقى نفسه إذا رغبتم في ذلك.
وفي انتظار كريم ردكم نرجو أن تتقبلوا خالص تحياتنا وأطيب أمنياتنا بالصحة والسعادة.
وسلام الله عليكم وتحياته ورحمته وبركاته..
سكرتير عام جمعية الصداقة الإسلامية المسيحية
"إمضاء"
دكتور: ميجيل دي إيبالثا. مدريد. إبريل ١٩٧٨م
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد المحترم: د. ميجل دي إيبالثا
تحية طيبة وبعد،
فقد وصلني خطابكم المؤرخ: إبريل ١٩٧٨م.
وإني أشكر لكم هذه الرغبة في التفاهم بين المسلمين والمسيحيين وإثراء الفكر المعاصر بالحلول التي أوحاها الله تعالى إلى محمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم، وذلك فيما يتعلق بالمشاكل المعاصرة.
وقد وصلني أخبار المؤتمرين السابقين.
وأحب أن أنبه، في مودة، ومن أجل تفاهم عميق إلى بعض الأمور:
١- إن الإسلام -منذ أن بدأ- خالف الجو العالمي: اليهودي في أمر عيسى ﵇؛ لقد أعلن الإسلام مباشرة تقديره واحترامه لعيسى وأمه؛ وأما عيسى ﵇ فهو وجيه في الدنيا والآخرة وأما أمه فهي صديقة. نبوة عيسى ﵇ جزء من إيمان المسلم وبراءة أمه وطهرها جزء من إيمان المسلم، ولم يقف الإسلام من عيسى ﵇ ومن موقف اليهود الذين ما زالوا على موقفهم إلى الآن من عيسى وأمه؛ لقد افتروا -وما زالوا- على عيسى وعلى أمه ورموهما ببهتان شنيع أما الإسلام فمجدهما وما زال مستمرا في تمجيده لهما.
فماذا لقي المسلمون من المسيحيين في مقابل ذلك؟
٢- أنه لا بد من الاعتراف بالدين الإسلامي وبرسوله حتى ينال المسلمون في أوربا ما ينال اليهود من الاعتراف بأعيادهم وبشعائرهم وأنه لا يتأتى التفاهم بين أتباع رسول يحترمه المسلمون هو عيسى ﵇ وأتباع رسول لا يعترف به المسيحيون وهو محمد ﷺ.
٣- إن المسلمين والمسيحيين يعملون على مقاومة الانحراف والانحلال والمادية والإلحاد، وكان يجب أن يسيرا في خط متعاون متساند ضد التيارات المنحرفة ولكن للأسف -يسير المسيحيون في طريق تنصير المسلمين بقوة، فهم يعملون ليل نهار على أن ينصروا المسلمين في كل مكان في العالم، وكل الدول وأمريكا ترسل إرساليات؛ لتنصير المسلمين بأسلوب مكشوف واضح أو بأسلوب خفي مستور، ويضيق المسلمون بذلك ضيقًا شديدًا، رغم ذلك فإن ملايين الجنيهات تتفق في سعة للتنصير بكل الطرق.
=

1 / 217