موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
Maison d'édition
مكتبة الرشد،الرياض
Lieu d'édition
شركة الرياض للنشر والتوزيع
Genres
عمرو، ولم يقل: سمعت ابن عمرو، ولا رأيت) (١) .
٤- قال يحيى بن سعيد: (قلت لابن أبي داود: أبو سعد الكوفي (٢)؟ . قال: ليس هو ذاك، وكان كبيرًا.
قال يحيى: ولم يقل: سمعتُ زيد بن أرقم) (٣) .
ففي النصوص الثلاثة الماضية لم يقنع يحيى بن سعيد بتلك الأسانيد لأنها لم يثبت فهيا سماع رواتها من بعض، وتظهر دقة يحيى القطان في قوله: "ليس فيها شيء سمعت"، و"لم يقل سمعت ابن عمرو، ولا رأيت"، و"لم يقل: سمعت زيد بن أرقم"، فقد كان حريصًا كل الحرص على البحث عن مواطن السماع في الأسانيد امتدادًا لمذهب شيخه شعبة بن الحجاج.
٥- نقل على بن المديني عن شيخه يحى بن سعيد القطان نصًا حول موضوع "الرواة عن زيد بن ثابت"، وجاء فيه قوله: (ومن أهل المدينة ممن روى عنه ممن أدركه، ولا يثبت له القاؤه، ولا يثبت له السماع منه) (٤) .
_________
(١) التاريخ الكبير (٥/٢٨٦) .
(٢) لا يعرف إلا بكنيته يروي عن زيد بن أرقم، روى عنه ابن أبي داود. التاريخ الكبير (٨/٣٦) .
(٣) التاريخ الكبير - قسم الكُني - (٨/٣٦) .
(٤) العلل لعلي بن المديني (ص٤٨)، بدأ نقل علي عن شيخه في ٠ص ٤٧) بقوله ك (سمعت يحيى يقول: من روى عن زيد بن ثابت من أصحاب النبي ﷺ..) ثم عطف الكلام على ما قبله: (ومن روى عن زيد بن ثابت ممن لقيه من أهل المدينة من التابعين..) وفي (ص٤٩) انتهى كلام يحيى في "الرواة عن زيد بن ثابت" بدلالة وجود عبارة: (قال علي: قيس بن أبي حازم ...)، ومما يرجع أن النص المنقول أعلاه عن يحيى بن سعيد وليس عن علي بن المديني ما يلي:
١- ابتدأ الكلامُ في (ص٤٧) معزورًا إلى يحيى ثم استمر أداة العطف "الواو".
٢- أن علي بن المديني تكلم في موضوع الرواة عن زيد بن ثابت قبل (ص٤٧) في (ص٤٤-٤٥) وفي (٤٦) فليس من حاجة لان يكرر كلامه، ولكن لتدعيم ما سبق وأن قاله نقل نصًا عن شيخه يحيى بن سعيد في ذلك.
٣- في (ص٤٨) أن سعيد بن المسيب وعروة لم يسمعا ولم يقليا زيدًا، بينما في (ص٤٥) قال علي: (فأما من لقيه منهم، وثبت عند لقاؤه: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير ...)، فلو كان في (ص٤٨) عن علي لكان هذا تناقضًا منه، والأصل عدم التناقض.
1 / 83