موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

Khalid Al-Drees d. Unknown
140

موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

Maison d'édition

مكتبة الرشد،الرياض

Lieu d'édition

شركة الرياض للنشر والتوزيع

Genres

وقد بحثت في مصنفات البخاري فلم أقف له على رأي حول سماع قيس من بلال، ولم أجد ما يثبت لقاء قيس بن أبي حازم لبلال ﵁، فلماذا صحح البخاري هذا الحديث مع أن الغالب أنه قد اطلع على كلام شيخه؟ يحتمل أن البخاري أخرج الحديث السابق اعتمادًا على ثبوت سماع قيس من أبي بكر (١)، وله نظائر في صحيحه (٢) على ذلك، ولكن العبارة برمتها لبلال وليس لأبي بكر ﵁ فيها كلمة واحدة. وأكبر ظني أن الإمام البخاري اعتمد في إخراج الحديث السابق على ما يلي: ١- ... أن احتمال سماع قيس بن أبي حازم من بلال أقوى بكثير من عدمه، فإن قيسًا أدرك الجاهلية وجاء إلى النبي ﷺ ليبايعه فوجده قد توفي (٣) . وقد ثبت سماعه من أبي بكر وعمر (٤) وغيرهما من كبار الصحابة (٥)، فدخل المدينة في أول خلافة أبي بكر ﵁ والصحابة بها متوافرون. وأما بلال ﵁ قد مات سنة سبعة عشر أو ثمانية عشر للهجرة (٦)، فاحتمال لقاء قيس لبلال أرجح وأقوى من احتمال عدم لقائهما، ولعل هذا الذي جعل العلائي يرد على ابن المديني بقوله: (في هذا القول نظر فإن قيسًا لم يكن مدلسًا، وقد ورد المدينة عقب وفاة النبي ﷺ والصحابة بها مجتمعون فإذا روى عن أحد الظاهر سماعه منه) (٧) . ٢- ... الحديث في باب المناقب، وقد جوز عدد من أهل الحديث وعلمائه التساهل في هذا الباب فلا ضير على البخاري أنه أورد في المناقب حديثًا مثل

(١) التاريخ الكبير (٧/١٤٥) وفيه إثبات سماع قيس من أبي بكر. (٢) هدي الساري (ص٣٨١، ٣٨٧، ٣٩٢، ٣٩٤، ٣٩٨) . (٣) انظر تاريخ بغداد (١٢/٤٥٢) . (٤) انظر العلل لابن المديني (ص٤٩)، التاريخ الكبير للبخاري (٧/١٤٥) . (٥) انظر العلل لابن المديني (ص٤٩ - ٥٠) . (٦) انظر تهذيب التهذيب (١/٥٠٣) . (٧) جامع التحصيل (ص٢٥٧) .

1 / 150