232

Chemins de la paix depuis la biographie authentique du meilleur de la création, paix soit sur lui

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Maison d'édition

مكتبة الغرباء

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٨ هـ

Lieu d'édition

الدار الأثرية

Genres

الْمَاكِرِينَ (٣٠)﴾ [الأنفال: ٣٠] (١).
عباد الله! لما أجمع كفار مكة على قتله ﷺ، أوحى الله ﵎ إليه بالإذن في الهجرة، فخرج رسول الله ﷺ من بيته إلى بيت أبي بكر ﵁ ليخبره بذلك.
تعالوا بنا لنستمع إلى عائشة ﵂ وهي تخبرنا الخبر، قالت عائشة ﵂: "بينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحو الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله ﷺ متقنعًا- في ساعة لم يكن يأتينا فيها- فقال أبو بكر: فداءً له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله ﷺ فاستأذن فأذن له، فدخل فقال النبي ﷺ لأبي بكر: أخْرِجْ مَنْ عِندَك.
فقال أبو بكر: إنما هم أهلك، بأبي أنت يا رسول الله.
قال ﷺ: فإني قد أذن لي في الخروج.
فقال أبو بكر: الصحابة بأبي أنت يا رسول الله؟
قال رسول الله ﷺ: "نعم". قال أبو بكر: فخذ- بأبي أنت يا رسول الله- إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله ﷺ: "بالثمن"، قالت عائشة: فجهزناهما أحسن الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاق" (٢).
إخوة الإِسلام! وتواعدا أن يخرجا ليلًا إلى غار ثور، فيمكثا ثلاث ليال

(١) "سيرة ابن هشام" مع "الروض الأنف" (٢/ ٢٢١ - ٢٢٣).
(٢) رواه البخاري (رقم ٣٩٠٥).

1 / 223