Orientalists by Najib Al-Aqiqi

Najib Al-Aqiki d. 1402 AH
49

Orientalists by Najib Al-Aqiqi

المستشرقون لنجيب العقيقي

Maison d'édition

دار المعارف القاهرة

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٩٦٤ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

القصور السلطانية بالحمراء وتضم ثلاث مجموعات وهي من أجمل وأنفس ما خلفه العرب من بدائع الآثار، وخلف محمدًا الخامس ملوك ضعاف قامت بينهم الفتن في حين توحدت فرنسا تحت حكم لويس الحادي عشر، وانجلترا على عهد هنري السابع، واعترفت ألمانيا بإمبراطور واحد، وتزوج الملك فرديناند الخامس بإيزابيلا (١٤٦٩) فجمعا بين ملكيهما واسترجعا غرناطة (١٤٩٢) ووقعا معاهذة ذات خمس وخمسين مادة تؤمن المسلمين على النفس والأهل والمال وإقامة شريعتهم على ما كانت (١). فما رتعوا بالمعاهدة غير سبع سنوات ضيق الأساقفة عليهم بعدها - وقد أحفظهم تفريق الفاتحين نصف أموال القتلى والفارين على المسلمين، ومصادرة أملاك المعابد وكنوزها، وتنصيب الأساقفة وعزلهم، وإلزامهم الصمت على نقد الفقهاء، وتغريب المهزومين، وغير ذلك - فرجع ملوك إسبانيا إلى محكمة التفتيش التي عرفوها (١٢٣٢) نقلا عن ألمانيا (١١٩٤) وفرنسا (١٢٢٦) وإيطاليا (١٢٢٨) لمعاقبة الضالين من النصارى وسلامة ممالكهم، فاستباحت المسلمين تعذيبًا وإحراق كتب وتشريدًا ما عدا من فتن عن دينه أو خفي أمره عليها. ومن متخلفي العرب في الأندلس من يعرفون اليوم باسم المركيز الداما، والمدور، والكونت دوكافيا إلخ ... وقد بلغ بعضهم الوزارة ورئاستها (٢). فجلوا في فترات (١٤٩٢ - ١٩٩٦ - ١٥١٤ - ١٥٨١ - ١٦٠٩) وانضم إلى بعضهم المهاجرون من البرتغال وقد تشتت شملهم، فمنهم من قصد إيطاليا، ومنهم من نزل بجنوب فرنسا، ومنهم من حمل إلى شمالي أفريقيا، فنزلوا بتطوان وأرباضها ومنها أغاروا على البرتغاليين برًا وبحرًا في سبتة والقصر الصغير وطنجة وأسروا منهم نيفًا وثلاثة آلاف أسير. وأقام غيرهم بتونس في حيين: شارع الأندلس وحومة الأندلس. وكانوا يعلقون مفاتيح منازلهم في قرطبة وأشبيلية وغرناطة على جدران بيوتهم في شمالي أفريقيا، ويشاركون أهلها في تطوير العلم والصناعة والتجارة فيها، ثم نزح فريق منهم إلى الإسكندرية.

(١) أخبار العصر في انقضاء دولة بني نصر، ص ٤٩. (٢) حاضر العالم الإسلامي لستودارد، ترجمة الأستاذ نويهض وتعليق الأمير شكيب أرسلان، ج ٢، ص ٢.

1 / 54