229

البلاغة العمرية

البلاغة العمرية

Maison d'édition

مبرة الآل والأصحاب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠١٤ م

Genres

أَلا إِنِّي وَاللهِ مَا أُرْسِلُ عُمَّالِي إِلَيْكُمْ لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ (١)، وَلا لِيَاخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنْ أُرْسِلُهُمْ إِلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَّتَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ شَيْءٌ سِوَى ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِذًَا لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ (٢»)، فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ، أَئِنَّكَ لَمُقْتَصُّهُ مِنْهُ؟ قَالَ: «إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، إِذًَا لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، أَنَّى لا أُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟ ألا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ (٣) فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ (٤)، وَلا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ (٥)
فَتُضَيِّعُوهُمْ» (٦).

(١) أَبْشَارَكُمْ: جمع بشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان. (جامع الأصول لابن الأثير - (٢٠٦٩».
(٢) (أُقِصُّنَّه): آخذ منه القصاص بما فعل به. (جامع الأصول لابن الأثير - (٢٠٦٩».
(٣) قوله: «ولا تُجمِّروهم»، قال السندي: من التجمير - بالجيم والراء المهملة -، وتجمير الجيش: جمعهم في الثغور، وحَبْسهم عن العَوْد إلى أهليهم.
(٤) فتكفروهم: أي تحملوهم على الكفران وعدمِ الرضا بكم، أو على الكفر بالله لظنهم أنه ما شرع الإنصاف في الدين.
(٥) الغِياض: جمع غَيْضة - بفتح الغين - وهي الشجر الملتفُّ، قيل: لأنهم إذا نزلوها تفرقوا فيها، فتمكن منهم العدوُّ.
(٦) رواه أحمد في المسند (٢٨٦) وابن أبي شيبة في المصنف (٣٣٥٩٢) وابن شبة في تاريخ المدينة: ٣/ ٨٠٧ ومسند أبي يعلى (١٩٦) وشرح مشكل الآثار (٣٥٢٨) والحاكم في المستدرك (٨٣٥٦).

1 / 235