191

البلاغة العمرية

البلاغة العمرية

Maison d'édition

مبرة الآل والأصحاب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠١٤ م

Genres

وَكُنَّا كَنِدْمَانِي جُذَيْمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعًا (١)
[٣٣١] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁ -
لابنه عبد الله ﵁ وقد بلغه أنه ابتاع من مغنم جَلَوْلاءَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا:
«لَوْ عُرِضْتُ عَلَى النَّارِ، فَقِيلَ لَكَ: افْدِهِ، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا؟»، قال ابن عمر: وَاللَّهِ، مَا مِنْ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، إِلَّا كُنْتُ مُفْتَدِيكَ مِنْهُ، فَقَالَ عمر: «كَأَنِّي شَاهِدٌ النَّاسَ حِينَ تَبَايَعُوا، فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَنْتَ كَذَلِكَ، فَكَانَ أَنْ يُرَخِّصُوا عَلَيْكَ بِمِائَةٍ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يُغْلُوا عَلَيْكَ بِدِرْهَمٍ، وَإِنِّي قَاسِمٌ مَسْؤُولٌ، وَأَنَا مُعْطِيكَ أَكْثَرَ مَا رَبِحَ تَاجِرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَكَ رِبْحُ الدِّرْهَمِ دِرْهَمًا»، ثُمَّ دَعَا التُّجَّارَ فَابتَاعُوهُ مِنْهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ فَدَفَعَ إِلَيَّ ثَمَانِينَ أَلْفًا، وَبَعَثَ بِالْبَقِيَّةِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ: «اقْسِمْهُ فِي الَّذِينَ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ، وَمَنْ كَانَ مَاتَ مِنْهُمْ فَادْفَعْهُ إِلَى وَرَثَتِهِ» (٢).

(١) رواه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٦٨٧) و(٢٠١٦) والمدائني في التعازي (٤٨) وابن عساكر في تعزية المسلم (١٧) و(١٩).
(٢) رواه القاسم بن سلام في الأموال (٦٣٨) وابن زنجويه في الأموال (٩٧٣) والبلاذري في أنساب الأشراف: ١٠/ ٣١٠ وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٤٤/ ٣٢٣.

1 / 197