Œdipe et Thésée
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Genres
ها أنا ذا أحضر وقد استجمعت شخصيتي كاملة في هذه اللحظة من لحظات الزمان السرمدي، أشبه شيء بشخص يظهر على مقدمة المسرح قائلا:
أنا أوديب، قد عمرت أربعين سنة، وملكت عشرين عاما، وبلغت بقوة ذارعي قمة السعادة. لقد كنت لقيطا لا يعرف له أصل، ولا يحمل ما يثبت شخصيته، وأنا الآن أسعد الناس بأني لست مدينا بشيء لإنسان. لم توهب لي السعادة، وإنما أخذتها قسرا، وأنا من أجل ذلك عرضة للغرور، وقد أردت أن أتجنبه، فسألت نفسي: ألم يكن في أمري أثر للقضاء والقدر؟ أعمد بهذا السؤال إلى أن أعصم نفسي من دوار الكبرياء هذا الذي تزل له أقدام كثير من أبعد القادة صوتا، وأعظمهم امتيازا. ... هلم! هلم! يا أوديب! لا تغامر بنفسك في كلام طويل توشك ألا تحسن الخروج منه. قل في يسر ما تريد أن تقول، ولا تشع في ألفاظك هذا الورم الذي تحرص على أن تتقيه في حياتك، كل شيء يسير، وكل شيء يأتي في إبانه؛ فكن يسيرا وكن صائبا كالسهم. امض إلى غايتك في غير عوج ولا التواء ...
وهذا يردني إلى ما كنت أقول آنفا. نعم! إذا ظننت أحيانا أني صنيعة الآلهة، ومصدر ذلك رغبتي في التواضع والاعتدال، وفي أن أرد إليهم فضل ما كتب لي من تفوق، فمن العسير ألا يتعرض مثلي للغرور والكبرياء. وسبيلي إلى القصد أن أزعم أن فوقي قوة مقدسة أخضع لها راضيا أو كارها.
ومن ذا الذي لا يذعن مطمئنا لقوة مقدسة ترقى به إلى حيث بلغت! إن إلها يقودك يا أوديب، وليس في الأرض اثنان يشبهانك. بذلك أحدث نفسي في أيام الآحاد والأعياد، فأما في سائر الأيام فإني لا أجد الوقت للتفكير فيه. وما أنا وهذا كله؟ إني لسيئ التفكير، ليس حسن المنطق من خصائصي، وإنما أنا أصدر دائما عن الحدس.
من الناس من يسأل نفسه في كل فرصة، وفي كل موطن تزدحم فيه العربات: أيجب أن أتأخر؟ أمن حقي أن أمضي إلى أمام؟ أما أنا فأمضي في حياتي كأن إلها يرشدني إلى ما أريد. (الجوقة في مقدمة المسرح وقد انقسمت قسمين؛ أحدهما عن يمين، والآخر عن شمال.)
الجوقة (بقسميها) :
نحن الجوقة، التي كلفت في هذا المكان أن تمثل رأي أضخم عدد ممكن من الناس، نعلن دهشنا وحزننا أمام هذه الشخصية الممعنة في إيمانها بنفسها. فهذا الشعور الذي يظهره أوديب لا يقبل من غيره إلا إذا ألقي من دونه جحاب.
وليس من شك في أن من الخير للإنسان أن يترضى الآلهة. ولكن أقوم السبل إلى ذلك أن ينحاز إلى رجال الدين، وإن أوديب ليحسن إذا استشار تيرسياس؛ فهو الذي يمسك إرادة الآلهة. إن أوديب ليظهر العناية بنا، وهو يوشك أن يغضب الآلهة علينا، ولعله أن يكون مصدر هذه الآلام التي تبهظنا الآن (في صوت خافتة)
سنشتري رضاهم ببعض الضحايا التي لا يرتفع ثمنها، وببعض الصلوات التي يحسن توجيهها، وسنباعد ما بيننا وبين ملكنا فنحول إليه وحده العقاب على هذه الكبرياء التي تستوجب العقاب.
جوقة اليمين (إلى أوديب) :
Page inconnue