Œdipe et Thésée
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Genres
Thésée - ملك أثينا - حبا، وأن ينشئ بين هذه الفتاة وبين أوديب خصومة حول هذا الحب من جهة وحول العرش من جهة أخرى.
فلم تكن الفتاة تعرف أن أوديب أخوها، وهي من أجل ذلك كانت تراه غاصبا لعرش أبيها، ولم يكن أوديب يعرف أن الفتاة أخته؛ فكان يؤثر أن يزوج ملك أثينا من إحدى ابنتيه. وكانت جوكاست حائرة بين بناتها الثلاث وبين زوجها.
والغريب أن كل هذه الخصومات حول الحب والغيرة كانت تشغل الملك والملكة والحاشية والقصر كله في نفس الوقت الذي كان الوباء يعصف فيه بالمدينة عصفا شديدا، ولا نشغل بالقصة نفسها إلا حين توشك الفصول أن تنتهي؛ هنالك تثار العقدة، ويعلم الملك ومن حوله أن الآلهة غضاب، وأن هناك مجرما يجب أن ينزل به العقاب، ثم يستبين للملك أنه هو المجرم؛ فلا يفقد صوابه ولا يأخذه الهول، وإنما يتحدث إلى أخته في حبها لملك أثينا، وفي زواجها من هذا الملك، ثم يعصف الندم بنفسه آخر الأمر حين تموت جوكاست فيفقأ عينيه.
وقد لاحظ كورني كذلك أن البيئة التي كان يكتب لها كانت من الترف ورقة الشعور بحيث كان يسوءها أن يظهر أمامها أوديب دامي الوجه بعد أن فقأ عينيه، فلم يظهر الملك أمام النظارة، وإنما قص آخرته وآخرة الملكة عليهم في شعر قد يكون جميلا رائعا، ولكنه لا يغني عن الصورة الماثلة أمام النظارة شيئا.
وقصة كورني بعد ذلك لا تضيف فكرة جديدة إلى القصة اليونانية. ولست أدري أمن الحق أن تسمى أوديب، أم من الحق أن تسمى درسيه
Dircée ، وهو اسم الفتاة التي اخترعها كورني، والتي تدور عليها القصة وعلى حبها أكثر مما تدور على أوديب وعلى محنته.
وقد نقد فولتير قصة سوفوكل نقدا مفصلا مسرف التفصيل، قاسه بمقياس العصر الذي كان يعيش فيه؛ فأظهر القصة اليوناينة منحلة متهالكة لا قوام لها من منطق ولا من دقة، ولا تكاد تظفر بحظ من إتقان. ثم عطف على قصة كورني، فلم يعفها من النقد اللاذع الشديد. ثم أذاع قصته هو؛ فإذا هي شر من قصة كورني، لم تضف إلى القصة اليونانية جديدا، ولم تظفر من الجمال اللفظي بما ظفرت به قصة كورني العظيم.
ويكفي أن نلاحظ أن فولتير قد وقع في نفس التخليط الذي وقع فيه كورني؛ أراد أن ينشئ حبا في هذه المأساة؛ لأن البيئة الفرنسية التي كان الأدباء يكتبون لها كانت تريد الحب في التمثيل.
أراد أن ينشئ حبا إذن، فلم يجعل للايوس بنتا كما فعل كورني، ولكنه استكشف لجوكاست عاشقا قديما هو فيلوكتيت
، وقد عاد فيلوكتيت إلى ثيبا ليعيش قريبا من عشيقته، ولكنه يعلم أن زوجها قد قتل، فيستأنف حبه القديم ثورة جامحة، إلى آخر هذا العبث الذي لا يزن شيئا بالقياس إلى جد الشاعر اليوناني العظيم.
Page inconnue