Œdipe et Thésée
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Genres
سأهدم - بل سأمحو - من الأرض محاكمكم الصغيرة المحلية، وسأهدم وأمحو من الأرض مجالسكم الإقليمية، وسأجمع تحت الأكروبول ما أخذ الناس يسمونه أثينا، وقد وعدت الآلهة الذين سيعينونني بأن الأجيال المقبلة لن تعظم إلا اسما واحدا هو اسم أثينا. وسأحرر مدينتي لبلاس.
4
فأما الآن وقد سمعتم فانصرفوا وأطيعوا.
ثم أضفت العمل إلى القول، فنزلت عن مظاهر الملك ودخلت في الصف، ولم أتهيب أن أظهر للناس جميعا بغير حرس شأني في ذلك شأن المواطنين جميعا. ولكني كنت أعنى دائما بالشئون العامة محافظا على الوفاق مقرا للنظام.
وقد استمع بيريتوس لهذه الخطبة التي ألقيتها على السادة، فقال لي: إنها خطبة رائعة، ولكنها سخيفة. وكان يعلل ذلك بأن المساواة بين الناس ليست طبيعية، بل ليست شيئا يبتغى؛ فمن العدل أن يتفوق الأخيار على طغام الناس بما تخولهم الفضيلة من امتياز.
وهؤلاء الطغام إذا لم تثر بينهم التنافس والتزاحم والغيرة ظلوا هامدين خامدين أشبه شيء بالماء الراكد الآسن؛ فليس لهم بد من حافز إلى العمل.
فاحذر ألا يدفعهم هذا الحافز إلى الثورة بك والانتقاض عليك، وسواء أردت أم لم ترد فإن هذه التسوية الأولى التي تطمح إليها والتي تكفل للناس جميعا تكافؤ الفرص ليسعوا إلى الحياة من مستوى واحد، ستنتهي قطعا إلى الاختلاف والتفاوت، فتنشأ طبقات تتأثر بما يتمايز الأفراد به من الكفاية وحسن البلاء، ستنشأ طبقة العامة الشقية والأرستقراطية السعيدة.
قلت: إني أقدر ذلك وأرجو أن يكون في وقت قريب، ولكني لا أدري لم تشقى العامة إذا كانت هذه الأرستقراطية الجديدة التي سأرعاها أرستقراطية العقل لا أرستقراطية المال.
ثم أردت أن يزداد حظ أثينا من الخطر والبأس؛ فأعلنت أنها تتلقى في غير تمييز ولا تفريق كل من يقبل عليها ليقيم فيها مهما يكن وطنه الأول، وانطلق الدعاة من حول المدينة يصيحون: «أيها الشعوب، هلم إلى أثينا.» وقد ذاع ذلك حتى بلغ أبعد الآماد. أليس هذا هو الذي حمل أوديب ذلك الملك المخلوع البائس على أن يسعى إلى أتيكا يلتمس فيها الجوار والحماية ويموت فيها آخر الأمر، ويتيح لي أن أكسب لهذه الأرض هذه البركة التي كتبها الآلهة لمثواه الأخير؟ سأتحدث عن هذا الموضوع بعض الشيء.
وقد ضمنت للقادمين على أثينا نفس الحقوق التي يستمتع بها المواطنون الأولون، مؤجلا كل تفرقة إلى ما يسفر عنه الاختبار. فالاختبار وحده هو الذي يميز الخبيث من الطيب. ولم أرد أن أحكم على أحد قبل أن أتبين بلاءه، بحيث لا أحقق تفرقة بين الآثينيين في الطبقة والمنزلة إلا لمصلحة النظام العام إذا اقتضت الضرورة شيئا من ذلك بعد الاختبار.
Page inconnue