============================================================
على حضورى إليك، وعلمت أن ضامنه تقة" فقال له السلطان: بحيات كيف سبب قدومك ؟ قال له: "لما كنت عند آبو سعيد وفارقته، وأقمت آيام وصرت مفكر في آمري معك، وكيف كل ساعة مهجج في البرية، وسألت الله الموت أخير من هذا العمر، فرايت تلك الليلة النبي وهو يقول لي : يا مهنا قد قرب موتك فلا تموت وأنت 5ظ عاصي، فقلت : يا رسول (/ الله، وما عصيان؟ قال: عصيت أن تطأ بساط الملك الناصر، قلت: يا رسول الله، آنا خايف منه قال : لا، روح إليه وطأ بساطه وضمانك علي ، واستيقظت فسما عرفت أحد من أهلي ولا ولدي، وأتيت إليك، وكل من راني تعجب من أمري وقسد حصلت، وبعدها ما أبالي إن كنت حي أو ميت ؟".
فلما سمع السلطان ذلك أعجبه وفرح واستبشر برؤية هذا المنام، وكون النبي أمر لمهنا بطاعته، وأن يطأ بساطه، وقصد بعد ذلك نزول في الأشرفية(1) ، فأبى ذلك، واختار النزول في الميدان(2)، وشرع السلطان بعد ذلك يعرف الأمراء رؤية مها، وأنه سبب لحضور مهنشا إليه ودخوله تحت طاعته. وسير السلطان سماط عظيم عمل له في الميدان فاستعفى، وسير يقول : "ما لي عادة اكل غير لن الجمال والملة (2). وبقي ذلك اربعة أيام، وخامس يوم طلب دستور للسفر(4)، واجلسه السلطان.
(1) المقصود القاعة الاشرفية بالقلعة نسبة الى بانيها الاشرف خليل بن قلاوون، ثم اعاد بناءها الناصر محمد بن قلاوون، وصارت تعرف بالايوان أو دار العدل. المقريزي، الحطط 208:2- (2) هو الميدان الاسود، تحت قلعة الجبل، خارج القاهرة من شرقيها، ويقال له أيضا ميدان القبق وميدان العيد والميدان الأحضر وميدان السياق ابن شداد، تاريخ: 166؛ المقريزي، الخطط 111:2.
(4) يستفاد من المقريزي (2/2: 374). أن استعقاء مهتا مرده إلى معوفته بدس السم في الطعام.
(4) سافر مهنا من مصر بوم الخمي في 24 ذي الحية من الستة /26 آب 1334.
ابن السدواداري 9: 379 2189 232157.0. ويشير الجزري (ص 349) الى أن وصوله إلى دمشق كان في 8 المحرم من سنة 8/730 أيلول 1334.
Page 206