Nuzhat Asmac
نزهة الأسماع في مسألة السماع
Chercheur
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Maison d'édition
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Genres
ويدل عليه أيضًا ما في "صحيح البخاري" (١) عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: "جَاءَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، غَدَاةَ بُنِيَ بِي فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي. وَجُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ الدُّفّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، إِلَى أَنْ قَالَتْ جَارِيةً مِنْهُنَّ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ، فَقَالَ لَهَا: أمْسِكِي عَنْ هَذِهِ، وَقُولِي الَّتِي كُنْتِ تَقُولِينَ قَبْلَهَا". وفي "مسند الإمام أحمد" (٢) و"سنن ابن ماجه" (٣) أن النبي ﷺ قال لعائشة: "أَهَدَيْتُمُ الْجَارِيَةَ إِلَى بَيْتِهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلَّا بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّيهِمْ يَقُولُ:
أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ ... فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ
فَإِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ". وعلى مثل ذلك أيضًا حمل طوائف من العُلَمَاء قول من رخص في الغناء من الفقهاء، من أصحابنا وغيرهم وقالوا: إِنَّمَا أردوا الأشعار التي لا تتضمن ما يُهيج الطباع إِلَى الهوى، وقريبٌ من ذلك الحداء (٤)، وليس في شيء من ذلك ما يحرك النفوس إِلَى شهواتها المحرمة.
ونذكر بعض ما ورد في الكتاب والسنة والآثار من تحريم الغناء وآلات اللهو:
فأمَّا تحريم الغناء، فقد استُنبط من القرآن من آيات متعددة، فمن ذلك: قول الله ﷿: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ (٥). (٦)
وقال ابن عباس: هو الغناء وأشباهه (٧).
_________
(١) أخرجه البخاري (٥١٤٧).
(٢) في "المسند" (٣/ ٣٩١).
(٣) في "السنن" (١٩٠٠).
(٤) قال الجوهري: الحدو: سوق الإبل والغناء لها. "اللسان" مادة: (حدو).
(٥) لقمان: ٦.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ٣٠٩)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٦١)، والحاكم (٢/ ٤١١)، والبيهقي في "السنن الكبير" (١٠/ ٢٢٣) وغيرهم.
(٧) أخرجه ابن أبى شيبة (٦/ ٣١٠)، والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (٦٧٨، ١٢٦٥)، وابن جرير في "تفسيره" (٢١/ ٦١) وغيرهم.
2 / 445