يكن المذكور يستأهل ذلك (١).
ثقافته:
لم يكن صارم الدين ابن دقماق ضليعا بثقافة أدبية ولغوية تجعلان منه مؤرخا على قدر من البلاغة ومتانة في اللغة العربية، وإن كان كما ذكره بعض المؤرخين غزير الإنتاج في كتاباته التاريخية، حيث قال عنه السخاوي نقلا عن المقريزي: إنه كتب ما يزيد على مائتي سفر منها (٢).
ولا شك أن مؤرخنا هذا الذي عاش في العصر المملوكي وكان عارفا بأمور الدولة التركية ومتأثرا بطابعها، تأثر أيضا وإلى حد بعيد بثقافة ذلك العصر التي غلب عليها طابع العامية في الكتابة عند أكثر المؤرخين، وانتشار اللغة التركية في تلك الحقبة.
ورغم ذلك فلقد وصف بعض المؤرخين ابن دقماق بأنه لم يكن عنده فحش في كلامه ولا في خطه (٣)، غير أنه رغم اشتغاله بالأدب كان عريا عن العربية فلهذا وقعت عبارته خارجة عن قواعد العربية. وقال عنه السخاوي: «كان يحب الأدبيات مع عدم معرفته بالعربية» (٤).
أخلاقه:
لقد أجمع المؤرخون على أن صارم الدين إبراهيم ابن دقماق كان جميل العشرة كثير الفكاهة، حسن الود، قليل الوقيعة في الناس (٥). قال عنه ابن العماد نقلا عن المقريزي:
«كان جميل العشرة فكه المحاضرة كثير التودد، حافظا للسانه من الوقيعة في الناس، لا تراه يذم أحدا من معارفه بل يتجاوز عن ذكر ما هو مشهور عنهم مما يرمي به أحدهم ويعتذر بكل طريق» (٦).
_________
(١) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦، المنهل الصافي ١/ ١٢٠.
(٢) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦، الشذرات ٨/ ٨١.
(٣) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٦، المنهل الصافي ١/ ١٢٠.
(٤) أنظر الضوء اللامع ١/ ١٤٥.
(٥) المصدر السابق ١/ ١٤٥.
(٦) شذرات الذهب ٨/ ٨١ والمنهل الصافي ١/ ١٢٠ - ١٢١.
1 / 11