السنة ببغداد، ودفن من الغد بالوردية رحمه الله تعالى.
وفيها مات أبو يحيى عيسى بن سنجر بن بهرام ابن جبريل ابن خمارتكين ابن طاشتكين الإربلي، الملقب حسام الدين الشهير بالحاجري (١) الشاعر هو جندي ومن أولاد الأجناد وله ديوان شعر صغير ملكته ويغلب على شعره الرقة، وهو مشتمل على الشعر والدوبيت (٢) والمواليا (٣)، وقد أحسن في الجميع، وله أيضا «كان وكان» (٤)، واتفقت له فيه مقاصد حسان، فمن شعره، وهو معنى جيد:
[الكامل] ما زال يحلف لي بكل أليّة ... أن لا يزال مدى الزمان مصاحبي
لما جفا نزل العذار بخده ... فتعجبوا لسواد وجه الكاذب
وله دو بيت:
(٩ ب) حيّا وسقى الحمى سحاب هامي ... ما كان ألذ عامه من عام
يا علوه ما ذكرت أيامكم ... إلا وتظلّمت على الأيام
وله: [مجزوء الخفيف]
لك خال من فوق عر ... ش شقيق قد استوى
بعث الصّدغ مرسلا ... يأمر الناس بالهوى
_________
(١) الحاجري نسبة الى حاجر وكانت بليدة بالحجاز ولم يبق اليوم منها سوى الآثار، ولم يكن الحاجري منها بل لكونه استعملها في شعره كثيرا نسب اليها، وفيات الأعيان ٣/ ٥٠٤، قارن ترجمته أيضا المصدر ذاته الذي من المرجح أن ابن دقماق نقل عنه هذه الترجمة، وراجع ترجمته أيضا في النجوم الزاهرة ٦/ ٢٩٠ والشذرات ٥/ ١٥٦، العسجد المسبوك ص ٤٦٨، تاريخ الإسلام للذهبي، الطبقة الرابعة والستون:١٠٠ (رقم ١١٥).
(٢) لفظ الدوبيت مكونة من كلمة فارسية هي «دو» أي إثنين وأخرى عربية هي بيت لأن نظام القافية فيه ينطبق على البيتين من هذا النظام فكل بيتين يعتبران وحدة مستقلة. أنظر موسيقى الشعر ص ٢١٧ - ٢١٨.
(٣) ذكر في سبب نشأة هذا الفن أن الرشيد حين نكب البرامكة أمر ألا يذكرهم شاعر في شعره فرثتهم جارية لهم بهذا الوزن. ويظهر أن ما سموه بالمواليا هو نفس النوع المعروف في الشعر العامي بالموال لأن أمثلته قد جاءت مزيجا بين ألفاظ معربة وأخرى غير معربة. أنظر موسيقى الشعر ص ٢١٠ - ٢١١.
(٤) كان وكان: هو قالب شعري غلب عليه طابع الحكايات والخرافات ولم يطرقه الشعراء المشهورون وإنما كان ميزان الأدب الشعبي يتناوله الناس في المقطوعات الصغيرة التي تعرض للأمور التافهة وقد ذكر أن هذا القالب الشعري قد شاع بين البغداديين في عصور متأخرة. أنظر موسيقى الشعر ص ٢١٢.
1 / 62