الحصار الشديد، واستولوا على كل ما بهما من الأموال والخزائن، وخلوا بهما عساكر تحفظهما من عساكر الشام، فلمّا بلغ ذلك السلطان الملك الكامل تجهز بعساكره وخرج الى الشرق (١).
[الوفيات]
وفيها مات عمر بن محمد بن عمّويه (٢)، واسمه عبد الله أبو حفص البكري، الملقب شهاب الدين السهروردي الصوفي وقد تقدم نسبه الى أبي بكر الصديق ﵁، في ترجمة الشيخ أبا (٣) نجيب السهروردي، فأغنى عن إعادته. كان المذكور شافعي المذهب، شيخا صالحا، ورعا، كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة تخرج عليه خلق كثير من الصوفية، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله. صحب عمه أبا النجيب (٤) وعنه أخذ التصوف والوعظ والشيخ عبد القادر الجيلي، وانحدر الى البصرة الى الشيخ أبي محمد ابن عبدون (٥) وغيرهم من الشيوخ، وحصل طرفا صالحا من الفقه والخلاف، (٨ ب) وفن الأدب وعقد [مجلس] (٦) الوعظ سنين وكان شيخ الشيوخ ببغداد، وكان له مجلس وعظ وعلى وعظه قبول كثير، وله نفس مبارك.
حكى بعض من حضر مجلسه أنه أنشد يوما وهو على الكرسي: [الكامل]
لا تسقني وحدي فما عوّدتني ... أني أشحّ بها على جلاسي
أنت الكريم ولا يليق تكرّما ... أن يعبر الندماء دون الكاسي
فتواجد الناس لذلك وقطعت شعور كثيرة، وتاب جمع كثير، وله تواليف حسنة منها
_________
(١) تشابه في العبارة مع ابن العميد، قارن في B .E .O،T .XV،P .١٤١.: وحول أسباب استيلاء صاحب الروم على الرها وحرّان أنظر: زبدة الحلب ٣/ ٢٢٠، مفرج الكروب ٥/ ٩٨ - ٩٩، المختصر ٣/ ١٥٧، السلوك.
(٢) في الأصل: ابن عمورية والتصويب من وفيات الأعيان ٣/ ٤٤٦ التي يبدو أن ابن دقماق أخذها عنه وراجع ترجمته أيضا في: مرآة الزمان ٨/ ٦٧٩ ذيل الروضتين ص ١٦٣، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٢٤٣، الحوادث الجامعة ص ٧٤، البداية والنهاية ١٣/ ١٣٨، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣٧، العبر ٥/ ١٢٩ دول الاسلام للذهبي ٢/ ١٣٦، مرآة الجنان ٤/ ٧٩، الشذرات ٥/ ١٥٣. وأيضا تاريخ الإسلام للذهبي الطبقة الرابعة والستون:٩٦ (رقم ١١٣).
(٣) كذا في الأصل والصواب أبي.
(٤) هو أبو النجيب بن عموية واسمه عبد الله ولقبه ضياء الدين السهروردي ولد سنة ٤٩٠ هـ وتوفي سنة ٥٦٣ هـ. أنظر وفيات الأعيان ٣/ ٢٠٤، طبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٢٥٦.
(٥) ابن عبد، في وفيات الأعيان ٣/ ٤٤٦، وطبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٤٣.
(٦) الزيادة من وفيات الأعيان.
1 / 60