انتهى كلام ابن جبير والله أعلم
[ومن محاسن الشام قلعتها وحسن بنائها]
واتساعها فانها قدر مدينة. وبها ضريح السيد الجليل ابي الدرداء رضي الله عنه. وبها جامع وخطبة كالمدينة فانها بفرد خطبة لا غير وخارج المدينة الخطب الكثيرة يعسر الآن علينا تعدادها.
وبها حمام وطاحون وبعض حوانيت لبيع البضائع. وبهادار الضرب التي تضرب فيها النقود. وبها الدور والحواصل وبها الطارمة التي ليس على وجه الأرض أحسن منها كأنها افرغت بقالب من شمع ينظر الرائي اعلاها فيحسن نظره وان طال مرآه
وهي تسامت رءوس الجبال. يقال ان تمرلنك لما ان حاصرها وعجز عنها امر أن ينقب تحتها وتقطع الاشجار وتعلق بها حتى اذا انتهى تعليقها اطلق النار فيما تحتها من الاخشاب وظن انها تفسخ بذلك وتسقط شذر مدر فيبلغ مراده من أخذ القلعة. فلما عمت النار فيما تحتها بركت بصوت أزعج الوجود كما يبرك الاسد فمن ثم سموها
Page 60