فاذا هي جنة ذات ربوة قرار ومعين، وبلدة تبعث محاسنها الفكر على حسن الوصف وتعين. وحسبها بالجامع الفارق بينها وبين سواها، والانهار التي اذا ذكرت قبل المحل فما أجراها، واذا سمع حديث الخصب فما أرواها. وما أقول ومتنزهات مصر عارية عن المحاسن وهذه ذات الكسوة (1)، وان النيل ما احترق (2) الا من الاسف حيث لم يسعده الدهر بالصعود الى تلك الربوة. وما أظنه احمر إلا خجلا من صفاء أنهارها، ولا ناله الكسر الا لتألمه بالانقطاع عن الوصول الى سقي أزهارها. فلو رأى العاشق جبهتها لسلا بمصر معشوقه، ونسى ظهور جوانبه المنحنية بقامات غصونه الممشوقة. ولو تطاولت المجنونة الى المفاخرة لتأخرت الى خلفها مستحيية، وأحجمت عن الاقدام حين تحركت لها بدمشق السلسلة. وحق لمصر ألا يجري حديث
Page 49