79

Nuzhat al-alibba

نزهة الألباء

Chercheur

إبراهيم السامرائي

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Lieu d'édition

الزرقاء - الأردن

الناس ذهنا، وأجودهم أكلًا، وأقواهم بدنًا، فغبرت عنه زمانًا ثم قصدته، فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: فمرض عراك؟ قال: لا، قلت: فما سبب هذا الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان، فألفيت عندهم جارية قد لاثت رأسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل تدق عليه، وتنشد هذا الشعر:
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب الزمان لهن سهما ... يصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتعي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبيبني عودًا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيما بين نحرك والذقن

1 / 95