الكسائي إلى بغداد، قال لي الرؤاسي: قد خرج الكسائي إلى بغداد، وأنت أسن منه، فجئت إلى بغداد، فرأيت الكسائي فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسي، فأجابني بخلاف ما عندي، فغمزت قومًا من علماء الكوفيين كانوا معي، فقال: مالك قد أنكرت! لعلك من أهل الكوفة؛ فقلت: نعم، فقال: الرؤاسي يقول كذا وكذا، وليس صوابًا، وسمعت العرب تقول كذا وكذا؛ حتى أتى على مسائلي، فلزمته.
وكان الرؤاسي رجلًا صالحًا؛ ويحكى عنه، أنه قال: أرسل إليّ الخليل بن أحمد يطلب كتابي، فبعثته إليه، فقرأه ووضع كتابه.
وصنف الرؤاسي [تصانيف كثيرة] منها "كتاب معاني القرآن"، وكتاب "الوقف والابتداء" الكبير والصغير، وكتاب "التصغير"؛ إلى غير ذلك.
المفضل الضبي
وأما المفضل بن محمد الضبي؛ فكنيته أبو عبد الرحمن، وكان ثقة من أكابر الكوفيين؛ وأخذ عنه أبو زيد الأنصاري من البصريين لثقته؛ وللمهدي جمع الأشعار المختارة المسماة "المفضليات" وتزيد وتنقص؛ وأصحها التي رواها عنه أبو عبد الله بن الأعرابي.
وله من الكتب كتاب "الأمثال"، وكتاب "معاني
1 / 51