245

اليكون المولود من مثل هذا المني قوي التذكيرجدأ، اعني أن تكون خواض الذكورة فيه ظاهرا لصلابة الأعضاء وتيبسها وعظمها وكثرة الشعر وقوة البض والنفس معأ وظهور المفاصل وغلظ العظام ونحو ذلك مما يختص أصحاب الأمزجة الحارة اليابسة، كالشجاعة وسرعة الكلام والغضب و نوها. وإذا وقع في بعض الأحوال ايضا ان يكون مني الأنشى له القهر والغلبة جدأ، فيكون في المولود من الخواص التي تخص الإناث، وهي أضداد ما ذكرنا في الغاية، وتقع في الأكثر إستحالات آخر لأحد المنيين ابين هذين، فيكون المولود، ذكرأ كان أو انشى، ليس في الغاية من التذكير اولال في الغاية من التأنيث . وإذا كان الأمر على هذا الذي وصفنا وقع فيا ابعض الأحوال مولود أنثى في غاية الضعف من التأنيث.

و قد تجد في النساء مذكرات كما تجد في الرجال مؤنثين حتى يبلغ الأمر ابالنساء المذكرات في ذلك إلى ان يقل حيضهن أو لا يحضن، وربما نبت انه ن اللحى، وقد رأيت لحى وشوارب ضعيفة في كثير من النساء. ورابيت ارة واحدة لحية وافرة على امرأة من النساء الأكراد جيء بها إلى المعتضد اعجوبه.

ابل ليس يقع هذا فقط بل قد يقع، في تكافؤ المنيين وقلة ظهور أحدهما اعلى الآخر، الخنث. حتى يقع ان يكون المولود له ذكر وفرج أيضا.

اقد شهدت الأخبار في ذلك بأشياء عجيبة، شنيعة، بديعة، من هذا الباب. تركنا ذكرها لبعد كونها عنا، مثل ما يحكى عن بعض أصحاب الشريح انه راى لبعض الذكود رحما. وما يحكيه كثير من الناس أن امراة ولدت أولادأ ثم انه ظهر لها بعد ذلك ذكر. فقد جاء هذا الخبر وأمثاله من وجوه كثيرة، وليس يحتاج في غرضنا الذي نقصده إلى صحة ذلك. بل وفينا الوجود دانما وهو كما انه ليس كل نكر في غاية التذكير ولا كمل انش في غاية التأنيث، ووجود النساء المذكرات والرجال المؤنثين، فإن القف على سبب الابنة، بعد تصور المعانبي التي قدمناها. يسلهل وهو ان اذا اتفق ان يكون المولود الذكر مؤنثا لضعف على مني الذكر على

Page 303