يضع السنان بحيث شاء مجاولا ... حتى من الإذان في أخراتها
تكبو وراءك يا ابن أحمد قرح ... ليست قوائمهن من آلاتها
رعد الفوارس منك في أبدانها ... أجرى من العلان في قنواتها
لا خلق أسمح منك إلا عارف ... بك راء نفسك لم يقل لك هاتها
إلى آخرها: وقال يمدح سيف الدولة:
عواذل ذات الخال في حواسد ... وان ضجيع الخود مني لماجد
يرد يدًا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشا ... محب لها في قربه متباعد
إذا كنت تخشى العرفي كل خلوة ... فلم تتصباك الحسان الخرائد؟
ألح علي السقم حتى ألفته ... ومل طبيبي جانبي والعوائد
مررت على دار الحبيب فحمحمت ... جوادي وهل تشجي الجياد معاهد
وما تنكر االدهماء من رسم منزل ... سقتها ضريب الشول فيه الولائد
أهم بشيء والليالي كأنها ... تطاردني عن كونهه وأطارد
وحيد من الخلان في كل بلدة ... إذا عظم المطلوب قل المساعد
وتسعدني في غمرة بعد غمرة ... سبوح لها منها عليها شواهد
تثنى على قدر الطعان كأنما ... مفاصلها تحت الرماح مراود
وأورد نفسي والمهند في يدي ... موارد لا يصدرن من لا يجالد
ولكن إذا لم يحمل القلب كفه ... على حالة لم يحمل الكف ساعد
خليلي اني لا أرى غير شاعر ... فلم منهم الدعوى ومني القصائد
فلا تعجبا أن السيوف كثيرة ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد
له من كريم الطبع في الحرب منتض ... ومن عادة الإحسان والصفح غامد
ولما رأيت لناس دون محله ... تيقنت أن الدهر للناس ناقد
أحقهم بالسيف من ضرب الطلى ... وبالامن من هانت عليه الشدائد
وأشقى بلاد الله ما الروم أهلها ... بهذا وما فيها لمجدك جاحد
شننت بها الغارات حتى تركتها ... وجفن الذي خلف الفرنجة ساهد
مخضبة والقوم صرعى كأنهم ... وان لم يكونوا ساجدين مساجد
تنكسهم والسابقات جبالهم ... وتطعن فيهم والرماح المكايد
وتضربهم هبرًا وقد سكنوا الكدى ... كما سكنت بطن التراب الأساود
وتضحي الحصون المشمخرات في الذرى ... وخيلك في أعناقهن فلائد
عصفن بهم يوم القان زسقتهم ... بهنزيط حتى ابيض بالسبي آمد
وألحقن بالصفصاف شابور فانهوى ... وذاق اردى أهلاهما والجلامد
وغلس في الوادي بهن مشيع ... مبارك ما تحت اللثامين عابد
فتى يشتهي طول البلاد ووقته ... تضيق به أوقاته والمقاصد
أخو غزوات ما تغب سيوفه ... رقابهم إلا وسيحان جامد
فلم يبق إلا من حماها من الظبى ... لمى شفتيها واثدي النواهد
ستبكي عليهن البطاريق في الدجى ... وهن لدينا ملقيات كواسد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد
ومن شرف الإقدام أنك فيهم ... على القتل موموق كأنك شاكد
وان دمًا أجريته بك فاخر ... وان فؤادًا رعته لك حامد
وكل يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن طبع النفس للنفس قائد
نهبت من الأعمار ما لو حيته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد
فأنت حسام الملك والله ضارب ... وأنت لواء الدين والله عاقد
وانت ابو الهيجا بن حمدان يا ابنه ... تشابه مولود كريم ووالد
وحمدان حمدون وحمدون حارث ... وحارث لقمان ولقمان راشد
أولئك نياب الخلافة كلها ... وسائر أملاك البلاد الزوائد
أحبك يا شمس الزمان وبدره ... وان لامني فيك السهى والفراقد
وذاك لأن الفضل عنك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد
فإن قليل الحب بالعقل صال ... وان كثير الحب بالجهل فاسد
وقال يمدح سيف الدولة ويهنئه بعيد الأضحى:
لكل امرئ من دهره ما تعودوا ... وعادة سيف الدولة الطعن في العدى
وان يكذب الإرجاف عنه بضده ... ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
ورب مريد ضره ضر نفسه ... وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى
1 / 37