312

Nuzhat Absar

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Maison d'édition

دار العباد

Lieu d'édition

بيروت

Genres

فابدلكم ربي من الخوف دولة ... وبالذل عزًا بر خصما ًيناضله
بيمن إمام أنتم في ظلاله ... يدافع عنكم ورأيه وذوا بله
إليك إمام المسلمين زجرتها ... ترامى بها بعد السهوب جراوله
إذا ما ونت عن الرديف لذكرها ... فزفت زفيف الرأل فاجاه خاتله
وما زلت أدعو الله يبقيك سالمًا ... وإن بعادي عنك تطوى مراحله
وأنشد بيتًا قاله بعض من مضى ... وليس يموت الشعر ولو مات مائله
"إذا ظفرت منك العيون بنظرة ... أثاب لها معيي المطي ورزامه"
وقال مادحًا للإمام أيضًا في سنة ١٣٣٩
أرقت البرق ناصب يتألق ... ما هفا أمسيت بالدمع أشرق
إذا فاض لم أملك سوابق عبرة ... تحم لها الأحشاء والقلب يخفق
أمد له طرفي ومن دون ومضه ... خبوت وأقحاف وبيداء سملق
ومجهلة للجن في عرصاتها ... عزيف يراع الذئب منه ويفرق
أرجم فيه الظن أين مصابه ... عسى في رياض المجد يهمي ويغدق
منابع أنوار الهدى عف عراصها ... لباغي الهدى والفضل هدي ومرفق
وموطن أملاك غطارف سادة ... لهم عنصر في باذخ المجد معرق
إذا نازلوا كانوا ليوثًا عوابسًا ... وإن نزلوا كانوا بحورا تدفق
أجل من يكن عبد العزيز فخاره=فلا غرو لو فوق الكواكب يعنق
هو النعمة الكبرى من الله للورى ... ورحمته والله جل الموفق
به الله أعطاهم حياة جديدة ... وهم قبله أيدي سبا قد تمزقوا
قوام لهم في دينهم ومعاشهم ... إلى الحق يهديهم وبالحق ينطق
فمن يعتصم منه بحبل وذمة ... وإلا من الدين الحنيفي يمرق
أليس أتى في محكم الذكر أمرنا ... بطاعته حقًا ولا نفترق
فقالوا أطيعوا الله ثم رسوله ... كذلك ولي الأمر نص محقق
فقل لأناس بالكويت وحائل ... يقولون إنا بالكتاب نصدق
أهذا كتاب الله أم قول غيره ... أم الحكم منسوخ أفيدوا وحققوا
أفي الغرب أم في الشرق فيما علمتم ... أم اليمن الأقصى وما ضم جلق
إمام على نهج الشريعة سائر ... نبايعه نحن وأنتم ونصدق
وهل في عد آبائكم وجدودكم ... خليفة عدل أو إمام موفق
فأنتم على أثاره تقتفونه ... أبينوا لنا أم ذا هوى وتحمق؟
وإلا فما يمنعكم أن تبايعوا=على ما يقضي به الكتاب المصدق
إمام هدى للرشد يهدي ويهتدي ... مقيم سواء بالرعية يرفق
فمن بات ليلًا خالعًا بيعة الذي ... به لُمَّ شمل المسلمين المفرق
فإن مات كانت ميتة جاهلية ... وإن عاش فهو المارق المتزندق
كما جاء في الأخبار نصًا مؤكدًا ... فلسنا بأدنى شبهة نتعلق
أما المسلمون الآن من جذم ريدة ... إلى الشام قول محكم لا ملفق
ومن منتهى الريعان حتى تنيخها ... بأقصى عمان كلهم قد تحققوا
بأن له في عنق كل موحد ... من الله عهد بالإمامة موثق
فيا ليت شعري أين ضلت حلومكم ... وغركم الغرار والحظ
فهلا اتقيتم وثبة مقرنيه ... كان لديها الاجدل الحرخرنق
فلا تخرجوه عن سجية حلمه ... فما هو إلا الليث إن هم يصدق
فكم عف عمن لو جزاه بذنبه ... لطارت به العنقاء حيث تحلق
أرايتكم لو جر من قد ذكرته ... عليكم يسوق الفيلق الجم فيلق
أهل كنتم إلا لقيمة آكل ... لهم قبل ما قرن الغزالة يشرق
جحافل فيها من سلالة ناهس ... اسود على أعدا الشريعة حنق
سراع إلى الهيجا عطاش إلى الوغى ... إذا ما حياض الموت بالموت تدهق
وفيها ليوث من صميم هو زان ... أولئك أدرى بالطعان واحذق
طوال الخطى في معرك الطعن للعدى ... ثقال إذا ما مأزق الحرب ضيق
وفيها بنو قحطان قوم سما بهم ... مع العزم آباء إلى المجد سبق
هم هاجروا لله ثمة جاهدوا ... فبشراهم للرشد والخير وفقوا
ومن شمر فيها وحرب وغيرهم ... قبائل للدنيا الدنية طلقوا
وهم نصروا الدين القويم وأصبحت ... لهم راية بالعز والنصر تخفق
وفيها سراة من سبيع وعامر ... لهام العدى بالمشرفي تفلق

1 / 312