Nushu Lugha Carabiyya
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Genres
أي الفم: أن المرء قد يصلي إلى الله من غير أن يتخذ فمه ذريعة لذلك، بل إرادته، كما أنه قد يتخذ الفم لغير الصلاة والعبادة، فادعاؤهم أن
ORARE
مأخوذة من هذه اللفظة ادعاء باطل لا يقوم على سند رصين.
أما أن اللاتينية مستعارة من اليونانية بمعنى الدعاء، خيرا كان أم شرا، إلى آخر ما ذهبوا إليه، فهذا الرأي أوجه من ذاك، وإن لم يكن صحيحا في نظرنا، والذي عندنا أن كلمتنا «عراه يعروه عروا» أقرب إلى ما يريدونه من سواها؛ لأنك ترى في معنى «العرو»: «الصلاة» سواء أخرجت من الشفاه، أم من الإرادة، وفي «العرو» ترى معنى دقيقا للصلاة؛ لأن المصلي يغشى باب الله طالبا معروفه وبركته وخيراته، وهذا الطلب هو المقصود من الصلاة والدعاء، ولهذا أجمع علماء الكلام على أن غاية الصلاة هي هذا الطلب، وهو صريح في مصنفاتهم من عرب وعجم.
فأما أنها صريحة في كتب السلف فواضحة من أنهم عرفوها أنها «الدعاء والرحمة والاستغفار» (القاموس)، وأما في كتب العجم فأشهر من أن تذكر، ونحن نذكر هنا شهادة لاروس الصغير؛ لأنه في أيدي الجميع، وفي متناول الكبير والصغير، فإنه يقول: «الصلاة طلب إلى الله»، وقد جاء الاعترار في لغتنا كالاعتراء؛ فلقد رأينا أن «المعتر» هو الفقير المعترض للمعروف من غير أن يسأل، وكل منا فقير بين يدي الله، معترضا لمعروفه، ولو لم يسأل بلسانه.
وأما أن الكلمة اليونانية
ARA
تعني الدعاء بالخير أو بالشر، فحرفنا «العر» المضاعف، يفيد أيضا هذين المعنيين، على ما بسطنا ذلك، فنرى من هذا صحة كلامنا: أن لفظة الصلاة عندهم؛ أي
ORARE
هي أقرب إلى لغتنا من أي لغة سواها.
Page inconnue