Nushu Lugha Carabiyya
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Genres
قلنا من عادة الشارح أن يجد أغلاطا في القاموس ويجهد في هذا السبيل ما استطاع، والذي عندنا أن عسد بمعنى سار وأسرع لغة في عسل باللام في الآخر، قال في اللسان: «عسل الدليل بالمفازة: أسرع.» قلنا وكل من الدليل والمفازة من باب التمثيل لا من باب التقييد والتخصيص، والدليل أنهم قالوا من هذه المادة: عسل الذئب والثعلب يعسل عسلا وعسلانا: مضى مسرعا واضطرب في عدوه وهز رأسه. قال:
والله لولا وجع في العرقوب
لكنت أبقى عسلا من الذيب
استعاره للإنسان، وقال لبيد:
عسلان الذئب أمسى قاربا
برد الليل عليه فنسل ...
وقول ساعدة بن جؤية:
لدن بهز الكف يعسل متنه
فيه، كما عسل الطريق الثعلب
أراد عسل في الطريق، فحذف وأوصل: كقولهم: «دخلت البيت.» ا.ه. وقالوا أيضا من هذه المادة: رجل عسل، شديد الضرب «سريع» رجع اليد بالضرب، وقالوا: العسل والعسلان الخبب، وفي حديث عمر: أنه قال لعمرو بن معد يكرب: كذب، عليك العسل؛ أي عليك بسرعة المشي، هو من العسلان: مشي الذئب، إلى آخر ما جاء في تلك المادة، وتبادل اللام والدال معروف في لغتنا، ومنه المعكود والمعكول (أي المحبوس)، ومعده ومعله (أي اختلسه)، وتأبد وتأبل (أي قل أربه في النساء)، والوغد والوغل (أي النذل) والعدس والعلس.
Page inconnue