قوله تعالى: { له الأسماء الحسنى } الرحمن الرحيم العزيز الحكيم. قال الله تعالى: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } .
قيل: الصفات العلا.
ويقال: { له الأسماء } تسعة وتسعون اسما. من أحصاها دخل الجنة.
مسألة:
بعض الأسماء أعظم من بعض. وبعض الصفات أرجح من بعض.
ولا يقال: بعض الكلام أحسن من بعض، ولا أقبح.
وكذلك الأمر في الأسماء والصفات. ومن حد صفات الله، كمن حد الله. ويقال: اسم الله الأعظم، لا من قبل أن له اسما ضميرا.
وذلك أن لله تعالى أسماء، فبعضها محظورة على البعض. وبعضها ليست بمحظورة.
فما ليست بمحظورة: فمؤمن وجبار وحي وواحد.
والمحظور: الله والرحمن والرحيم. ولا تصغر الأسماء التي حظرت؛ لأنه ليس لله تعالى اسم صغير، لأن كل من كان صغيرا، ففيه تضعيف. ولا يكون اسمه الأعظم إلا وهو محظور. ولا يجوز لخلق أن يتسمى به. وإنما ذكرنا ما ذكرنا، لأنه قد أنكر قوم اسم الله الأعظم.
قال المؤلف:
واسم الله الأعظم: هو الله؛ لأنه قدم على جميع الأسماء كلها.
وقيل غير ذلك. تركت الاختلاف. وبالله التوفيق.
الباب السابع والستون والمائتان
في الدعاء وفضله ومدحه
وما يجوز فيه وما لا يجوز
والدعاء: مخ العبادة. وقد أمر الله تعالى عباده: أن يدعوه. فقال تعالى: { ادعوا ربكم تضرعا } مستكينين { وخفية } في خفض وسكون، في حاجاتكم، من أمر الآخرة. ولا تدعوا على مؤمن ولا مؤمنة بالشر. أن تقولوا: اللهم: العنه وأخره. ونحو ذلك، فإنه عدوان: { إن الله لا يحب المعتدين } . وقال تعالى: { ادعوني أستجب لكم } . وقال الله تعالى: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } وقد قدمنا ذكر الأسماء الحسنى، والقول فيها.
فالدعاء فرض، إذا خرج ذلك الدعاء، فيما أمر به العبد، ولم يدخل يه ما لا يجوز.
فصل
والناس مختلفون في الدعاء.
فمنهم: من أجاز على الشريطة والتقييد.
ومنهم: من لم يجز.
Page 189