Nur Barahin
نور البراهين
Enquêteur
السيد مهدي الرجائي
Édition
الأولى
Année de publication
1417 AH
Genres
قلت: فقولك: اللطيف فسره لي، فإني أعلم أن لطفه خلاف لطف غيره للفصل، غير أني أحب أن تشرح لي، فقال: يا فتح إنما قلت: اللطيف للخلق اللطيف ولعلمه بالشئ اللطيف، ألا ترى إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف، وفي الخلق اللطيف من أجسام الحيوان من الجرجس ١) والبعوض وما هو أصغر منهما مما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والمولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه بما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار ٢) والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما تفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف، وأن كل صانع شئ فمن شئ صنع والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شئ.
قلت: جعلت فداك وغير الخالق الجليل خالق؟ قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/23/14" target="_blank" title="المؤمنون: 14">﴿تبارك الله أحسن الخالقين) ٣﴾</a> (1) فقد أخبر أن في عباده <div>____________________
<div class="explanation"> ويكون خبرا مقدما وقوله (إذ كان) هو المبتدأ، ومعناه: أن عدم المشابهة فرق أي فارق بين المخلوق والخالق.
1) هو البعوض الصغار .
2) اللحاء بكسر اللام ممدودا قشر الشجر.
3) قال شيخنا الطبرسي طاب ثراه: تبارك أي: تعالى الله ودام خيره وثبت.
وقيل: معناه استحق التعظيم بأنه قديم لم يزل ولا يزال، لأنه مأخوذ من البروك الذي هو الثبوت، وقال: (أحسن الخالقين) لأنه لا تفاوت في خلقه، وأصل الخلق التقدير، يقال: خلقت الأديم إذا قسته لتقطع منه شيئا.</div>
Page 171