Nur al-Taqwa wa Dhulumat al-Ma'asi fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah
نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة
Maison d'édition
مطبعة سفير
Lieu d'édition
الرياض
Genres
الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (١)، وقال ﷾: ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (٢)، وقال النبي ﷺ: «إن الله يحب العبدَ التَّقِيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ» (٣)، وذكر الإمام القرطبي، والإمام النووي، رحمهما الله: أن المراد بالغني غني النفس، هذا هو المعنى المحبوب؛ لقوله ﷺ: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس» (٤)، وقيل: يعني به: من استغنى بالله، ورضي بما قسم الله له، والخفيّ: يعني به الخامل الذي لا يريد العلوَّ في الدنيا، ولا الظهور في مناصبها، وجاء في بعض الروايات: «إن الله يحب العبد التقي، الغني، الحفيّ»، ومعنى: الحفي: أي العالم من قوله: ﴿كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ (٥)، وقيل: الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء، والساعي في حوائجهم (٦)، وقال النووي: «والصحيح بالمعجمة» أي: الخفي (٧).
سابعًا: عدم الخوف من ضرر وكيد الأعداء، قال الله ﷿: ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (٨).
(١) سورة آل عمران، الآية: ٧٦. (٢) سورة التوبة، الآية: ٤، والآية: ٧. (٣) مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب،٤/ ٢٢٧٧،برقم ٢٩٦٥،من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁. (٤) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁: البخاري، كتاب الرقاق، باب الغنى غنى النفس، ٧/ ٢٢٨، برقم ٦٤٤٦، ومسلم، كتاب الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، ٢/ ٧٢٦، برقم ١٠٥١. (٥) سورة الأعراف، الآية: ١٨٧. (٦) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٧/ ١٢٠، وشرح النووي على صحيح مسلم، ١٧/ ٣١٤. (٧) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٧/ ٣١٤. (٨) سورة آل عمران، الآية: ١٢٠.
1 / 25